موريتانيا والسنة الدولية للعلوم الأساسية من أجل التنمية المستدامة، وذكريات الاحتفاء بانقلاب 10 يوليو.

الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة يوم 2 دجنبر 2021، أي منذ عام بالضبط، أعلنت "2022  سنة دولية للعلوم الأساسية من أجل التنمية المستدامة".

وجاء في قرارها:

"تدعو الجمعية العامة جميع الدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية الأخرى، وكذلك الأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والأفراد والقطاع الخاص، إلى زيادة الوعي بأهمية العلوم الأساسية للتنمية المستدامة".

فما هو رد موريتانيا على هذه الدعوة؟ بعبارة أخرى: ماهي مشاركة بلادنا في "السنة الدولية للعلوم الأساسية من أجل التنمية المستدامة"؟

سؤال أوجهه إلى الجميع. وبصورة خاصة اطرحه على وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ووزيرة البيئة.

وسوف تبدأ الفعاليات بافتتاح رسمي سيجرى في الهوندراس خلال شهر يوليو 2022. وهو الشهر الذي اشتهر في بلادنا بكون أول انقلاب عسكري في وطننا وقع فيه، يوم 10 يوليو 1978.

وبقينا نحتفل بذلك الحدث طيلة 27 سنة بوصفه عيدا وطنيا يخلده الجميع، أو بوصفه عيدا للقوات المسلحة. فترة راسخة في ذهني، لأنني بقيت طيلة ربع قرن منها عاجزا عن مساءلة ذاتي: لماذا أرهق واتعب نفسي في استعراضات ومراسيم عسكرية تقام كل سنة تخليدا لأمر لا ناقة لي به ولا جمل، ويفتقد إلى أي مرجعية قانونية أو دستورية؟   

صحيح أن السؤال يـاتي الآن متأخرا جدا. لكن التغيرات المفاجئة الجارية اليوم في المنطقة تعيده إلى الأذهان. فما يحدث، على أيدي القوات المسلحة أو غيرها، من عدم استقرار سياسي ومؤسساتي، في تشاد، في مالي، في غينيا، في بوركينا فاسو، في غينيا بيساوو- (واللائحة -لا قدر قد الله-قد تطول!)- يدعو إلى القلق.

 فيا ليت هذه الأحداث، وتلك الذكرى والذكريات االتي تراودني هذه اللحظات، تفيد في تلبية دعوة الأمم المتحدة الآنفة الذكر! لكنها على الأسف لا علاقة لها بموضوع العلوم الأساسية ولا بالتنمية المستدامة، بل على العكس: إنها بعيدة كل البعد عن المجاليْن. وعلى الأرجح منافية لهما.

فلا شك أن تقصيرنا في مجال البحث العلمي يشكل رافعة لهشاشة المؤسسات ومغذيا خفيا للانقلابات العسكرية. فلنبادر إلى تصحيح المسار، إلى بث المعرفة وإلى البحث العلمي بصنفيه : البحوث الأساسية والبحوث التطبيقية. ولنا فرصة ثمينة في "السنة الدولية للعلوم الأساسية من أجل التنمية المستدامة". فعسانا نستغلها بجدارة.

عقيد متقاعد: البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

 حول الموضوع، اقرأ أيضا: "قصتي وقصة العقيد عبد الرحمان ولد ببكر مع عيد القوات المسلحة" 

تصنيف: 

دخول المستخدم