تتداول الآن وسائل الإعلام التونسية خبر مواطن تونسي مكث في موريتانيا، ثم عاد إلى وطنه. وبعد عودته اعتقلته الأجهزة الأمنية المختصة بمحاربة الإرهاب بمنطقة الامن الوطني في منطقة الجبل.
خطاب متطرف عنيف...
وحسب موقع "انباء تونس"، فإن المعني من مواليد 1978.. وقد "فر قبل الثورة على خلفية علاقته بعناصر لها علاقة بالتطرف الديني حيث تبين أنه يتواصل مع عناصر من اتباع الدولة الإسلامية (داعش) بسوريا والعراق وبعناصر أخرى تابعة لذات التنظيم.
كما أنه كان كفر المؤسسات الدستورية بتونس كما كفر القوات العسكرية والأمنية ونعتها بالطاغوت كما اعتبر كفرا الحكم بالدستور والقوانين الوضعية."
ضعف شديد في مجال التعاون الأمني العابر للحدود...
ورغم كل هذه المعلومات والمعطيات الخطيرة، فإن المعني تمكن من التنقل بحرية بين بلاده وموريتانيا مرورا ببلد أخر أو اكثر - كالجزائر وليبيا والنيجر ومالي على سبيل المثال- لأن موريتانيا وتونس لا تربطهما حدود جغرافية مشتركة.. مما يعني أن التعاون الاسخباراتي والأمني بين دول المنطقة ضعيف في وجه الإرهاب العابر للحدود بطبيعته.
وبصورة خاصة يجب أن يشهد التعاون بين موريتانيا وتونس دفعا قويا على إثر اعتقال هذا السيد حتى لا تتحول بلادنا إلى وكر "للدواعش" أو غيرهم من المتطرفين الفارين من بلادهم أو الموفدين من طرف التنظيمات الإرهابية الاخرى للقيام بهمام معينة داخل الوطن أو انطلاقا منه.
سد أبواب المحاظر في وجه "طلاب العلم" المزيفين
وهذا امر ملح اليوم، لأن الإرهاب يشهد ضربات موجعة في تونس وفي الشرق الأوسط وغيرهما.. هزائم تستدعي من تلك الجماعات الفرار واللجوء إلى مواطن أخرى أكثر أمانا خاصة فيما يتعلق بقابلية التكيف لديهم.
ولا شك أن موريتانيا تشكل وجهة محتملة لهم نظرا لما توفره من فوائد بسبب عروبتها وكرم الضيافة تقليديا لدى مواطنيها وبسبب انتشار "المحاظر" التي دأبت على استقبال الوافدين الشباب من بلدان اجنبية. لذلك ينبغي اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تسرب الإرهابيين المندسين تحت ثوب " طلبة العلم" أو غير ذلك من الغطاءات الكاذبة والمزيفة بغية التمويه على الدوافع والنشاطات السرية لمن يلبسونها.
عقيد ركن متقاعد البخاري محمد مؤمل
رئيس مركز أم التونسي للدراسات الاستراتيجية
تصنيف: