كتب الصحقي محمد عبد الله ممين على صفحته في الفيس بوك :
"حدثني العقيد محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الرثاسي (رئيس الجمهورية الحالي) ذات مساء في مكتبه أسبوعين تقريبا بعد الإطاحة بولد الطايع .. حدثني بالكثير من الأمور والتفاصيل التي قد أتطرق لها في وقت لاحق... ومما اذكر في معرض كلامه عن الخدمات التي قدم لولد الطايع والتي تنكر لها الأخير ولم يرقب في حقه إلا ولا ذمة حسب وصفه جهوده في محاربة فرسان التغيير حيث قال لي بالحرف الواحد ما نصه : ( أنا هو من فكك فرسان التغيير عبر التواصل مع قادتهم والتغرير بهم بواسطة الاميلات من خلال هذا الجهاز ) وكان يشير الي حاسوب على مكتبة من فئة توشيبا ان لم تخني الذاكرة..
فلماذا غابت هذه المعلومة عن السيد صالح ولد حننا في شهادته على العصر أم أن ولد عبد العزيز كان يتقمص شخصية ولد مكحل الذي كان على صلة بولد شيخنا بحسب شهادة صالح ولد حننا أم أن ولد مكحل يتواصل مع الفرسان من مكتب ولد عبد العزيز وتحت اشرافه..؟؟"
وفي السابق كان من يوصف ب"الرأس المدبر" للمحاولات الانقلابية التي قام بها فرسان التغيير يعترف بالدور الحاسم الذي أداه قائد كتيبة الأمن الرئاسي آنذاك ـ االعقيد محمد ولد عبد العزيزـ في إفشال عملياتهم ومخططاتهم. أما اليوم فإن عدم ذكره في "شهادته على العصر" لذلك الدور قد يبدو محيرا فعلا للبعض كالصحقي محمد عبد الله ممين. لكن يمكن تفهمه دون عناء كبير إن نحن ربطناه بالتكتيك الذي يتبعه ولد حننا في مواجهته لخصومه السياسيين، حيث تدفع به المناورة إلى تجاهلهم تماما أو إلى التنقيص من أدوارهم ومن شأنهم كما يبدو أنه يفعله مع رقيق دربه سابقا محمد ولد شيخا مثلا . وهو تكتيك تقليدي معهود ينتهجه الكثير من الساسة رغم ما يمكن أن يقال عنه من مآخذ من الناحية الأخلاقية. غير أن ممارسة السياسة على الطريقة الماكيافيلية لا تتقيد حتما بواجبات الأخلاق، وفقا لما ورد في "كتاب الأمير" الظاهر على الصورة. كتاب يبدو أن الكثيرين من ممارسي السياسة في موريتانيا يعملون بمحتواه رغم كون جلهم لا يعلمون بوجوده وأن قلة منهم فقط هم من قرؤوه..
هل الرئيس الدوري الحالي للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة من بين قراء الفيلسوف والسياسي الإطالي نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي الذي يعمل بمقتضى نظرياته كأداة معينة في مجال المراوغات السياسية ؟
تصنيف: