أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" التابع للإخوان المسلمين - فرع موريتانيا - والمعارض بشدة موعدا لانعقاد مؤتمره الثالث، وهو : أيام 23 – 24 – 25 ديسمبر القادم.
مع تجديد رئاسة الحزب ...
ومن المقرر أن يشمل جدول أعمال المؤتمر انتخاب رئيس جديد للحزب يخلف السيد محمد جميل ولد منصور الذي تنتهي مأموريته الثانية والأخيرة.
ومن المنتظر أن تظهر خلافات عميقة بشأن اختيار الرئيس الجديد للحزب. ومن المستبعد أن تنجو تلك الخلافات من الصراعات ذات الطابع الجهوي والقبلي.. حيث قد يبرز من جديد الاستقطاب الثنائي التقليدي الذي يطبع حزب تواصل : أهل الگبله (الجنوب) / أهل الشرگ (الشرق). ناهيك عن حساسيات متباينة إضافية من نوع آخر...
ومهما يكن من مشاكل او عقبات أمام مؤتمر تواصل، فينبغي الاعتراف بأن هذا الحزب يُعدُّ من التشكيلات السياسية الموريتانية القلائل التي تمارس التناوب على مستوى رئاستها. فهنيئا له على هذا السلوك التشاركي الذي يضمن تجديد القيادات السياسية.
... هل ستتجدد سياسته ؟
لكن ألا ينبغي من أجل توطيد افضل لروح الديمقراطية والممارسة السلمية للسياسة داخل الحزب أن يشمل التغيير أيضا إعادة النظر في خطه السياسي ؟ أما آن له الأوان - مثلا -أن يراجع نظرية التحول من " المعارضة الناصحة إلى المعارضة الناطحة"؟
لقد حان الوقت فعلا ليستخلص هذا الحزب الدروس من فشل هذه الاستراتيجية.. خاصة حينما ظهر عقمها ابان محاولته هو وحلفائه استنساخ الربيع العربي و حينما فشل ايضا دعاة "المعارضة الناطحة" مؤخرا، لما حاولوا ركوب تظاهرات ومسيرات غير مرخصة اعتمدوا عدم تشريعها كسبيل للدخول في صراع عنيف نسبيا مع الدولة آملين في أن يَظهروا من وراء تصدي سلطات الأمن لهم وكأنهم "محتجون سلميون قمعهم النظام بوحشية".
ألا ينبغي للمؤتمرين - نعني المشاركين في مؤتمر تواصل - أن يستخلصوا العبر من هذا النوع من التكتيك السياسي الاستفزاري والوخيم؟
تصنيف: