لغم زرعه معمر القذافي عام 2005 ينفجر اليوم ويصيب ساركوزي

تبين أنه ربما كان للرئيس الفرنسي نيكولا  ساركوزي دافع خفي حيتما لم يتردد لحظة واحدة في شن حملة عسكرية عشواء على ليبيا؛ حملة اطلقت في 19 مارس 2011 وتواصلت حتى بعد قتل القذافي في 20 أكتوبر من نفس السنة وما زالت تبعاتها إضرارها البالغة تفتك بليبيا وتتعداها إلى منطقة الساحل والمغرب العربي . غير أن الناس لم يكونوا حينها يعلمون أن ساركوزي ليس من بدأ بالهجوم ـ أو  على الأصح  بالتخطيط له. فقبل ذلك بست سنوات كان القائد الليبي ـ رحمه الله ـ قد زرع  قنبلة موقوتة داخل الأليزي في باريز باستطاعته أن يفجرها في آي لحظة ويصيب بها ساركوزي ونظامه.

وهذا ما قد هدد به سيف الإسلام القذافي ثلاثة أيام فقط قبل أن يبدأ الطيران الفرنسي قصفه المكثف للقوات الليبية على مشارف بنغازي. غير أن أي أحد لم يؤل حينها اهتماما لما قاله ابن القذافي المدلل، ولم يدفع تهديده فرنسا على التراجع فحسب، بل ربما كان من الدوافع الشديدة لإصرار قادتها على التصرف فورا لدرجة أن قواتهم بدأت الهجوم ضد القوات الليبية قبل صدور قرار مجلس الأمن. أما اليوم .. وبعد 6 سنوات على رحيل الزعيم الليبي.. فإن القنبلة التي ذكر ابنه انفجرت وتسببت في أضرار متزايدة الخطورة يحاول ساركوزي بصعوبة كبيرة الاحتماء من شظاياها السياسية القاتلة.

والشحنة المتفجرة هي فعلا ذلك اللغم الذي هدد سيف الإسلام القذافي بتحفيز صاعقه، لما قال في 16 مارس 2011 :

 " على ساركوزي أن يعيد إلينا المال الذي أخذه من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية .قد مولنا الحملة ولدينا كل التفاصيل ونحن مستعدون لكشف كل شيء.. أول ما نريد من هذا المهرج أن يفعله هو إعادة المال إلى الشعب الليبي، فقد حصل على المساعدة كي يساعدهم ولكنه خيب آمالنا، لذا أعد إلينا مالنا... لدينا كل التفاصيل والوثائق المصرفية بشأن عمليات تحويل الأموال وسنكشف عن كل شيء قريباً".

وبهذا الكلام يتم الكشف عن ملف رشوة خطير في أعلى مستوى من النظام في فرنسا، "فرنسا دولة القانون ودولة حقوق الإنسان" . وقد تشرت الصحافة منذ يومين معلومات إضافية حول الموضوع تفيد أن القضاء الفرنسي ـ الذي بدأ يحقق في القضية منذ فترة ـ قد توالت لديه أدلة قوية ضد الرئيس الفرنسي السابق؛ حيث تشير الدلائل إلى أن النظام الليبي قد دفع سنة 2005 عشرات الملايين من اليورو كمساهمة في تمويل حملة ساركوزي الرئاسية لسنة 2007. مما وضع هذا الأخير في موقف لا يحسد الآن عليه.. لأنه قد يجعل حدا نهائيا لمستقبله السياسي بسبب قنبلة زرعها له معمر القذافي منذ ستة أعوام في شكل رشوة مالية يعتقد المتبعون للملف أن ساركوزي قد تلقاها من النظام الليبي. ولا يستبعد أن تكون للملف تبعات قضائية خطيرة.

البخاري محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم