نعيمُ لا يُعدّ ولا يُحصى، ولا يخطر على قلب بشر..
لا يكتمل نعيمُها إن لم تتغيّر هيئةُ البشر وصفاتهم الجسديّة والرّوحية، فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصّحيح صفة شكل أهل الجنّة فقال: (إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ تدخلُ الجَنةَ على صُورةِ القمر ليلةَ البدْرِ، ثم الذينَ يلونَهُمُ على أشَدِّ نجمِ في السماءِ إضاءةً، ثم همْ بعَدَ ذلك منازلُ لا يتَغَوَّطُونَ، ولا يبولُونَ، ولا يمتخِطون، ولا يبصُقون، أمشاطُهُم الذهبُ، ومجامِرُهم الأُلوَّة، ورشْحُهمُ المِسْكُ، أخلاقُهم على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ على طولِ أبيْهم آدمَ ستُون ذِراعا)[صحيح مسلم]
في الجنّة لا يوجد هرمٌ، ولا تعب، ولا نصبٌ، ولا يشيب فيها أحد، ولا ضرورة فيها للنوم، وتتضاعف أيضاً قوّة أهل الجنّة وقُدرتهم على الأكل وغيره، لكي يزدادوا تنعُّماً بما في الجنّة، ويزداد جَمال أهل الجنّة أيضاً أضعافاً مُضاعفةً، كما أنّ في الجنّة سوقاً يأتيه أهل الجنّة كلّ جمعة فتهبُّ فيه ريح الشّمال، وريحُ الشّمال هي ريح المطر عند العرب؛ إذ إنّها كانت تأتيهم من الشّام حاملةً المطر، فتزيد هذه الريح أهل الجنّة جمالاً وحسناً. كما أنّ ريح الشمال كانت في الدُّنيا تجلب المطر والنّعيم لأهلها فإنّها تجلبها لهم في الجنّة، وأمّا أخلاقهم فهي على خلق رجلٍ واحدٍ؛ أي إنّهم مُجتمعون لا تَفرّق بينهم وعلى أعلى الأخلاق، فقلوب أهل الجنّة صافيةٌ لا تشوبها شائبة، فلا وجود للحسد ولا التباغض، فلو كان في الجنّة حسدٌ وتباغض كما في الدّنيا لما تنعّم أحدٌ من أهل الجنّة بنعيمها. حياة أهل الجنّة للنّاس في الجنّة ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فوصف الرّسول صلى الله عليه وسلم أقلّ رجلٍ مرتبةً في الجنّة بأنّ له مثل عشرة أضعاف الدّنيا مذ خلقها الله تعالى حتى أفناها، وما تشتهي نفسه، وللناس في الجنّة من كلّ الثّمرات، وتُراب الجنّة الزّعفران وحصباؤها الياقوت واللؤلؤ، ولبنةٌ من فضّة ولبنة من ذهب وملاطها المسك، كما قال الرّسول صلى الله عليه وسلم في خيمةٍ من خيام الجنّة: (إنَّ للمؤمِن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدةٍ مُجوّفة طولها في السّماء ستون ميلاً للمؤمن، فيها أهلُون يطوفُ علِيهمْ المؤمن فلا يَرَى بعضُهم بعضاً) [صحيح مسلم ]
يااااارب لاحرمتنا من فضلك يجعلنا ويجعلكم من أهلها إن شالله
قولوا: آمييييين
المصدر : زينب الشيخ المعلوم (فيسبوك)
تصنيف: