لست أدري أين محل الضبابية بالضبط: هل دروس الجغرافيا التي كنت أتلقاها خاطئة؟ أم أننا فقدنا 55 ألف كم2 من ترابنا الوطني دون أن نعلم؟
نعم: لقد تعلمتُ في المدرسة الابتدائية خلال نهاية عقد الستينات من القرن الماضي أن مساحة موريتانيا تبلغ مليون و85 ألف كم مربع (1085000 كم2). واعتقد أن هذا العدد موجود في كتاب الجغرافيا المعتمد حينها للمستوى المتوسط ابتدائي (cours moyen) [i]. ثم تغير الرقم بعد ذلك ليقتصر على مليون و30 ألف كم مربع (1030000 كم2).
ولست أدري متى بالضبط ولا كيف فقدنا المساحة المتبقية البالغة 55 ألف كم2.
وأتذكر أنني تعرضت شخصيا بوصفي ضابطا في الجيش لأول مرة للإشكالية بشكل جدي منذ عقد من الزمن تقريبا.. وأنا أعِدُّ في نهاية شهر اكتوبر 2010 محاضرة بوصفي قائدا للمكتب الثالث بقيادة الأركان الوطنية حول دور القوات المسلحة في محاربة الإرهاب.
(انظر: https://www.youtube.com/watch?v=24v1cMOD0hQ
(https://www.youtube.com/watch?v=FA32ime6NkA
فبقيت حائرا لما حاولت تقديم نبذة مختصرة ودقيقة عبر الأرقام عن البلد وتحدياته من منظور جغرافي : مساحته الشاسعة، حدوده الطويلة، سكانه المتشتتون... إلخ.
وحاولت الحصول على جواب فيما يعني التغيير الذي حصل على مساحة وطننا.. لكنني لم أوفق. فاكتفيتُ بما هو معتمد اليوم: 1030000 كم2.. غير أنه منذ ذلك التاريخ، بقي السؤال راسخا في ذهني يطفو من حين لآخر على سطح ذاكرتي الهشة.
وهكذا راودني اليوم من جديد. فقلتُ في نفسي أن الجدل حول موضوع جزيرة " تيدرة" الذي أثاره وزير العدل السابق الأستاذ إبراهيم ولد داده قد يكون فرصة لإزاحة الغموض حول ال: 50 ألف كم2 المفقودة التي تشغل بالي وبال مواطنين آخرين. فهل من مجيب أو محقق في الأمر؟
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
[i] أظن أن المرحوم كان اليمان من مؤلفيه، كما ألف آنذاك كتاب التاريخ المدرسي رفقة المرحوم المختار ولد حامدُُ.
تصنيف:
