كورونا: د. ولد الزحاف يقدم شروحا تبشر وتخيف في آن واحد.

تعليقا على الحصيلة الوبائية اليومية التي أعلنت عنها وزارة الصحة منذ ساعة تقريبا، علل الدكتور سيدي ولد الزحاف المنسق العام لمكافحة كوفيد 19 التراجع الكبير في عدد الإصابات وكذلك الارتفاع الكبير في الحالات الخطيرة. وتضضمَّن كلامه مؤشرات تبعث إلى السرور من جهة، وأخرى قد لا تخلو من إشارات قد لا تدعو إلى الطمأنينة من جهة ثانية.

تراجع الإصابات لا يعود إلى تراجع منحى العدوى...

ربط د. ولد الزحاف تراجع الإصابات-التي بلغت اليوم 140 إصابة مقابل 232 في حصيلة أمس، أي انخفاضا بنسبة 39.65%، ربط هذا التراجع الملفت للانتباه بتراجع في عدد الفحوص بسبب عطلة الأسبوع حسب قوله. وفعلا نشاهد انخفاضا معتبرا في فحوص التشخيص مقارنة بحصيلة يوم أمس، حيث انخفضت فحوص اليوم بأكثر من الربع (25.75%) مقارنة بسابقاتها. غير أن هذا هو التراجع لليوم الثالث على التوالي لعدد فحوص التشخيص، مما يعني أن تناقصها لا يقتصر فقط على أيام العطل الأسبوعية.

 وخلافا لما قد يظن البعض، فإن تراجع الإصابات في هذه الظروف لا يدل مع الأسف إلى تحسن في منحنى العدوى، وإنما يشير إلى تقاعس في وسائل كشف المرض مما يحول دون الاطلاع على حقيقة انتشاره. وهنا يكمن احد مواقع الخلل الرئيسية في تعامل بلادنا وتعامل الدول الإفريقية مع الجائحة، حسب المنظمة العالمية للصحة.

ارتفاع الحالات الحرجة وعلاقته بتحسن التكفل بالمرضى

 أما الحلات الحرجة، التي ارتفعت ما بين أمس واليوم من 47 على 61 حالة (+42.55%)، فقد قال د. ولد الزحاف بأن الأمر يعود إلى التحسن الكبير الذي طرأ في سياسة التكفل بالمرضى الخطيرين خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بين أن عدد الاسرة زاد وكذلك أجهزة التنفس كما تم تعزيز الكادر البشري على حد قوله.

وبقدر ما يبشر هذا التحسن بالخير ويبعث طمأنينة كبيرة في قلوبنا، فإن تعليق المنسق العام لمكافحة كورونا يدعو من جهة أخرى إلى الخوف. إذ يعني ضمنيا أن الحالات الحرجة التي يعلن عنها هي ما تم التكفل بها من طرف المصالح الطبية. أما المرضى الذين لم يستفيدوا من خدمات طبية أو من عناية بهذا المستوى، فالله وحده اعلم بحالهم وعددهم. ولا شك أنهم موجودون وربما بكثرة.

وفي هذه الظروف الوبائية الخطيرة، التي تتميز من جهة بانتشار واسع لجائحة كوفيد 19، ومن جهة اخرى بمحدودية وسائل مكافحتها لدينا، سواء تعلق الأمر بآليات تشخيص المرض أو بالتكفل بالمصابين به، تبقى الإجراءات الاحترازية هي أفضل وسيلة لمواجهة الوباء. وكان د. ولد الزحاف واعضاء الطاقم المكلفين معه بالاتصال مصيبين في التذكير يوميا بتلك الإجراءات الوقائية والحث على التقيد بها. فعلينا الامتثال لإرشاداتهم دون ادنى تررد.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم