كلمة منظمي الأسبوع الثقافي

السيدة رئيسة المجلس الجهوي لجهة نواكشوط، وعضو اللجنة العليا لاحتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي السيد الأمين العام للجنة العليا لاحتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي السادة الحضور أتقدم إليكم جميعا بالتهنئة بمناسبة شهر رمضان المبارك سائلا الغفور الرحيم أن يتقبل منا جميعا قرباتنا، ويتجاوز عن سيئاتنا. أيها الحضور الكريم.. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، خاض فيه المسلمون أكبر معاركهم، وحققوا فيه، قديما وحديثا، أعظم انتصاراتهم ببطون خاوية ونفوس عامرة بالإيمان. لم يعد السيف اليوم أصدق إنباء من الكتب، وإنما غدا عنوانا للهزل واللعب. فالمعركة الآن، معركة الهوية، تدور رحاها في ساحة الثقافة حيث الكلمة درع والحرف سلاح ردع. وعيا منا بذلك اختار مركز بحوث ودراسات العلوم الإنسانية مبدع، والمنتدى الموريتاني للآداب واللغات والثقافة، ومركز الدراسات والأبحاث في الغرب الصحراوي )سيروس(، بالتعاون مع جهة نواكشوط، والجامعة الإسلامية في لعيون، واللجنة العليا لاحتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، تنظيم نشاط ثقافي لا تدعي الكلمة فيه أنها "قول فصل"، ويتحرر الحرف فيه مما يلصق به من أسرار. لا يهدف نشاطنا إلى "تنشيط الذاكرة" برواية أغنت عن رشائها الطويل وذَنوبها سواقي الشبكة ودفقها، وإنما يهفو إلى استنهاض الفكر في نازلة "نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي". نازلة تقتضي اجتهادا مطلقا في ثقافة ركنت طويلا إلى طرائق مختصرة تحاشي المطولات وتَنْظم الفوائد حين كان الفقيه حارس تالد الذاكرة في وجه طريف الفكر... واحذر هنا أقوال أهل الفلسفة *** فإنها محض الضلال والسفه غير أن تاريخ الفكر أنبأنا أن صاحب "المنقذ من الضلال" كان فيلسوفا أسلمته "فضائح الباطنية" ل"إحياء علوم الدين". وعلمتنا الحياة أن عقودا من السفه قد تفضي إلى الرشد بعد شيب المَفرق وانحناء الصُّلب. تلكم إحدى خصائص الثقافة؛ اختلاط حابل الذاكرة فيها بنابل الفكر في معركة يتلاحق فيها الكر والفر دون نصر صريح، أو هزيمة منكرة.. ذلك أن الذاكرة لا تخلو من تفكر، وأن الفكر، في بعض تجلياته تذكر. من هنا أمكن الحديث دون تناقض عن "نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي" تتذكر تاريخ تأسيسها، وتتفكر في مستقبل ثقافتها. ينبئنا تاريخ تأسيسها أنها أرادت "الجمع بين الأختين"، فيما سلف؛ الثقافة العربية، والثقافات الإفريقية عبر قنطرة الإسلام الذي هيمن على الثقافتين بالعدل بينهما. ويرشدنا موقعها في مجمع البحرين؛ بحر الرمال وبحر الظلمات توقها إلى أن تكون مجازا يتوصل به إلى جسر ما طبيعته الفصل. أيها الحضور الكريم.. لعل هذا النشاط يشكل انطلاقا لأنشطة أخرى تستثمر هذا الحدث الدولي لإبراز خصائص الثقافة الموريتانية؛ شعبية وعالمة. ولا إخال ذلك ممكنا إلا من خلال تفكير مبدع يطرح أسئلة صحيحة، بدل اقتراح أجوبة خاطئة. فعسى عرض "التنوع الثقافي والعولمة" وما سيتبعه من عروض يفتح باب الاجتهاد في ثقافة الانتقاد... أما اليقين فلا يقين وإنما*** أقصى اجتهادي أن أظن وأحدسا أشكركم، والسلام عليكم. د. الكنتي

تصنيف: 

دخول المستخدم