كان يوزع الفضيلة والمعرفة، مثلما يعيل الطلاب والمدرسين وغيرهم...

ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪ ﺃﺣﻤﺪُو ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺆﻣﻞ. لم  ﺃﺗﺄﺛﺮ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﺪﺭ ﺗﺄﺛﺮﻱ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ.. ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وآخرين ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ / ﺍﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ، ﻳﺪﺭَﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻭﻳﺘﻮﻟﻲ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻈﺮﺓ، ﻭﻳﻌﻴﻠﻬﻢ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻐﺮﺱ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ، ﻗﺪﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺇﻻ ﺍﻷﻧﺎﻗﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﻣﺪﺍﻋﺒﺘﻬﻢ .

ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﻴﻦ ﻣﺪﻳﺮﺍ ﻹﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻛﺠﻮﺟﺖ - ‏( ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺭﻗﻢ II ‏) ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺑﺮﺍ، ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺪﺭﺳﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ " ﻭﺍﻧْڰَﺪّﻡْ ﺍﻋْﻠﻴﻪ ﺃﺑْﻴَﺎﺕْ ﻣﻦ ﻟَﻠْﻔﻴَّﻪ ﺍﻋﻴﻴﺖْ ﻓﻲﺍﻟﺪﺍﺭ" . ﻭﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ، ﻛﻨﺖ ﺷﺒﻪ ﻣﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮ .

ﻃﺒﻌﺎ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ : ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وغيرههم ﻓﻲ ﺟﻴﻠﻴﻦ : ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ، ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻛﺠﻮﺣﺖ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻴﻢ  ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺍﻟﻤﺤﻮﻟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺩﺍﺋﺒﺔ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ .

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﻖ ﺩﺍﺭ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ.

ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﻛﺮﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ . ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺬﻝ : ﻳﻮﺯﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﺗﻜـَﻔُّﻠِﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ -ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ - ﺑﻤﻦ ﻳُﻌِﻴﻞ ﻣﻦ ﻃﻼﺏ ﻭﻣﻌﻠﻤﻴﻦ .

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ – ﺣﻘﺎ - ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ "ﻣﺼﻨﻌﺎ" ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻮﻻﻫﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎﺋﺮﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ: ﺈﻧﻨﺎ، ﺃﺑﻨﺎﺀَ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﻞ، ﻣﺪﻳﻨﻮﻥ ﻟﻠﻤﺮﺣﻮﻡ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺆﻣﻞ ﺑﻤﺎ ﺃﻭﺗﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺣُﻈﻮﺓ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ .

ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺗﺄﺛﺮﻱ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻜﺎﺩ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻨﻲ ﺫﻛﺮﺍﻩ، ﻓﻬﻮ ﻳﺠﺴﺪ ﻗﻴﻤﺎ ﻧﺎﺩﺭﺍ ﻣﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺻﺎﺩﻓﺘﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻙ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ، ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ - ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ - ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ : ﺎﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﺔ ﻳُﺬﻛَﺮﺍﻥ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﻋﺰﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗًﺬﻛﺮﺍﻥ ﺑﻪ، ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﻪ ...

ﺃﻣﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ! ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻆ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﺃﻥ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﺠﺴﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ : ﺍﻟﻨﺒﻞ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ...

ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺆﻣﻞ

ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻒ

ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﺎﺀﻧﺎ ﻭﺑﻘﺎﺀ ﻋﺎﺋﺸﺔ

 

الدكتور  محمد بن أحمد بن البرناوي

تصنيف: 

دخول المستخدم