غدا عيد الأضحى.. وفي هذه المرة يتكرر حديث معاد : حوار حَمَّه مع ذاته وابنته اخويره منذ سنوات.. وينتهي النقاش بينهم دائما بدعاء يتوسل به الأب إلى ربه:
" اسأل الله أن يعيده علينا باليسر.. وأن يقينا ما يرافقه من عسر".
وكما هي عادتها، تشفق البنت كثيرا على والدها في هذه الفترة، وهي تعلم أن برها لن يغير شيئا كثيرا. فهذه السنة لا تختلف عن سابقاتها: الطلبات المالية للأسرة وأغراضها في تزايد مطرد.. و المصادر... الله يعلم كم هي زهيدة !
ومع ذلك، فإن اخويره لا تقنط من رحمة الله.. وحَمَّه مثلها. فهما يرجوان أن يغادرا سريعا هذا الفضاء الجامد والقاحل مع كافة أفراد الأسرة إلى كوكب آخر: يزخر بالحياة والنور.. فيه الزمان يتحرك.. والأرض تدور.. والشمس ساطعة. هذا ما وعد به القائد الجديد الناس مرارا وتكرارا. ثم أكده يوم تنصيبه.
ورغم تحفظ الأب وزوجته من السياسيين وأقوالهم، فإن اخويره وإخوتها يعلقون آمالا كبيرة على ما سمعوه من تعهدات. لأنهم على يقين أن للعهد معنى عند صاحبه.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: