القناة الفرنسية فرانس 24 عرضت منذ دقائق فتاة أوكرانية عمرها يقل عن 10 سنوات وهي تشارك في الحرب ضد الروس. مهمتها: المشاركة في عمليات الدعم اللوجستي للقوات. ولم يخف الصحافي الذي حقق الخبر وتحدث معها وزميلته التي قدمت النشرة اعجابهما بها .
وبينما أنا أشاهد الخبر، تذكرتُ أنني في فترات سابقة تابعتُ برامج ونشرات عديدة على القناة تندد فيها بتجنيد الأطفال في افريقيا وفي مناطق أخرى من العالم تشهد حروبا.
فتملكتني الحيرة: لماذا أطفال أوكرانيا ليسوا كغيرهم من اطفال العالم؟
وما إن طرحتُ السؤال على نفسي حتى خطر ببالي حدث آخر. قبل هذا بساعات أفادت نفس القناة أن الجيش الروسي هاجم مدرسة بصاروخ حطم جزء كبيرا منها. وأضافت القناة أن بعض أدوات التلاميذ المدرسية تم العثور عليها متناثرة بين شظايا البناية المحطمة، وأن التلاميذ لم يصب منهم أحد، لأنهم هجروا المكان منذ اندلاع الحرب. وصار يقطنه من حين لآخر، حسب قولها، عناصر من ميليشيات الدفاع المدني.
وتملكتني الحيرة أيضا: لماذا عناصر من قوات الأمن وقوات الدفاع يستخدمون المدارس أو بنى تحتية مدنية أخرى كمأوى لهم في فترة الحرب؟ فبتعريضهم لها لقصف العدو– بسبب وجودهم داخلها، ألا يرتكبون جريمة حرب تبعا لمعاهدة جنيف وغيرها من المعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بقانون الحرب ؟ أم أن حرب أوكرانيا لها حكمها وقوانينها الخاصة التي لا تنطبق على غيرها من الحروب؟
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: