كنتُ وما زلت أشعر بأن صفحاتي على شبكات التواصل الاجتماعي تصاب دائما بحساسية شديدة من جراء الكلام الساقط والقبيح.. ومن جراء أي تعبير جارح لا يحترم الآخر. وظل بالي مشغولا.. أتساءل: كيف أنقذ صفحتي من هذا النوع من الأمراض الذي قد تَطالُ اضراره آخرين بواسطتها ؟
واليوم، وكرد على سؤالي، لاحظت أن صفحتي ـ على أي من وسائط التواصل الاجتماعي ـ رسمت لنفسها منذ ساعات خطة دفاع تقوم على ثلاث مراحل استوحتها من استراتيجيات البقاء لدى الكائنات الحية في مواجهتها للمواد الملوثة أو الضارة التي تسبب لها حساسية أو تسمما:
أولا: تصاب الصفحة المتلقية بالتقيؤ فورا كردة فعل أولية لا إرادية تشنها تلقائيا ملاقاتها لأي لغة نابية لا تعتبرها لائقة. فيخرج التعبير البذيء من الصفحة ويختفي منها.
ثانيا : كإجراء وقائي، تشد الصفحة حذرها من مستخدمي أشكال التعبير المشينة والقبيحة الذين تعرفت عليهم.. وتقوم بترقبهم، أملا منها في أن ينأوا ويبتعدوا عن هذا النوع من الأساليب الجارحة.
ثالثا: تصد أبوابها نهائيا أمامهم إن هم تمادوا في سلوكهم السيئ المتمثل في استخدامهم للغة، أو رسوم، أو اجناس تعبير مهما كان نوعها، لا تليق بالصفحة وخطها التحريري الذي يرفض نشر أي شيء يمس بمشاعر الآخرين، فردية كانت أم جماعية، وسواء كان المساس متعمدا أو جاء عن طريق الخطإ.
وتبقى هذه الخطة قابلة للتحسين، بل إنني أدعو كل من يلج إلى صفحتي للمشاركة في ذلك، لعلنا جميعا نحن معشر مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي نتقاسم المعلومات المفيدة في هذا السبيل.
وحبذا لو أدى بنا هذا المجهود المشترك إلى إصدار ميثاق شرف نحتكم إليه في مجال استخدام هذه الشبكات ـ ذات النفع العظيم والضارة جدا في آن واحد.. شبكات تفتح الأبواب على مصراعيها لكل العواقب الناجمة عن صعوبة التحكم في الكمية المفرطة والهائلة من المعلومات التي تتدفق عبر الانترنيت وتقنيات الاتصال الجديدة بشكل عام.
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: