صراع الإخوان مع السعودية. ولد الوديعة ينشر : "السديس.. الناسكُ الفاتك"

السيد احمدو ولد الوديعة القيادي والمسؤول الإعلامي في حزب تواصل المحسوب على حركة الإخوان المسلمين نشر نصا موقعا باسم أحد المدونين في فيسبوك  - هو أحمد فال الدين -  يدين فيه هذا الاخير  بشدة محَيِّرة الشيخ الشهيرعبد الرحمان السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وإمام الحرم المكي الشريف؛  وكتب صاحب التدوينة :

" لقد عرف العالم الإسلامي السديس من خلال صوته الندي وهو يقرأ في الحرم المكي، فأحبه الناس وأحسنوا به الظن قارئا ربانيا. غير أن الأيام كشفت لهم أن السديس ممن يقيم حروف الكتاب، لا ممن يقف عند حدوده الداعية إلى الحق والعدل والنصفة.

اشتهر السديس بدفاعه عن فكرة الطاعة العمياء للقوة، مهما انفصلت عن الحق، رافعا شعار طاعة ولي الأمر ولو أخذ مالك وجلد ظهرك. غير أن الرجل انكشف أكثر عندما خرج شباب مدعومون من الجيش المصري للمطالبة بإقالة ولي الأمر -محمد مرسي- فوقف السديس مساندا لهم، ناقضا الفكرة المركزية عنده"

ثم خلص المدون في آخر نصه إلى اتهام السديس باستخدام الدين من اجل كسب المال فقط، قائلا:

" أما الإمام السديس فينتمي لطبقة لا تعرف من الدين إلا مغانمه. فضيعات الرجل معروفة مشهورة، ومتاجرته في العقارات -الممنوحة من الملوك- مشهورة."

ورغم أن ولد الوديعة لم يعلق على هذه التدوينة مكتفيا بتوزيعها على صفحته، فإن مدونين اعتبروا نشره لها بمثابة دعم قوي لما ورد فيها. وكان من بينهم من دعم ذلك.. ومنهم من عارضه أيضا.

وعلى كل حال فهي والتعامل معها يشكلان أحد المظاهر البارزة للجدل السياسي الحاد الدائر الآن في أوساط الحركات الإسلامية السياسية وللصراع القائم بين الدول الداعمة لكل طرف، صراع يبلغ ذروته حاليا كما يظهر من خلال الأزمة الراهنة بين قطر المدعومة من طرف تركيا من جهة، والمملكة السعودية وحلفائها من جهة أخرى.

وكانت موريتانيا المعلومة قد أشارت إلى طريقة تعاطي بعض زعامات حركة الإخوان في موريتانيا مع هذا الصراع من خلال مقال تحليلي خصصته لتصريح صادر عن الشيخ محمد الحسن ولد الددو حول اعتقالات قامت بها المملكة السعودية مؤخرا لبعض الشخصيات المحسوبة على الإخوان

 وفيما يلي النص الكامل لتدوينة أحمد فال الدين السابقة الذكر :  

    " السديس.. الناسكُ الفاتك

استيقظتُ اليوم على تصريحات إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، التي يدعو فيها لأمريكا والسعودية بالتوفيق، وتسديد الخُطا، فذكرتني بموقف عشتُه قبل أربعة عشر عاما. ففي عام 2003، كنت أتحدث ومجموعةً من الناس بمسجد في الولايات المتحدة. وكان موضوع الحديث عن قرع طبول الحرب لغزو العراق. تحدثتُ بحرقة ناقدا وزير الدفاع الأميركي آنئذٍ رامسفيلد، فرفع أحد الحضور رأسه-وما زالتْ لحيته الصهباء في عيني- قائلا: "دعه، وما يُدريك ما في قلبه؟!". وانتهى الحديث بأنني معنيٌّ بما تقترف يداه في حق أبرياء المسلمين، لا بما تنطوي عليه ضلوعُه. وعلمتُ بعد أيام أن الرجل أحد تلامذة الشيخ عبد الرحمن السديس.

أخذ مني العجب كل مأخذ، إذ كيف لرجل عاقل تأخذه رجلاه إلى السوق، ويُميز إشارات المرور أن يكون بهذا الحمق في أمور الدين - أي دين كان - فكيف بدين محمد صلى الله عليه وسلم، المبعوث بالعدل والقسط والصراط المستقيم.

إن "استرقاق الفطرة" هو التفسير لما نراه اليوم من آراء وتصرفات لرجال ينتسبون للدعوة إلى الدين والعلمِ به، من أمثال إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، وعمرو خالد، وعلي جمعة، وآخرين

مواقع التواصل

لقد لاحظ الجاحظ "أن الناس يخصون الدينَ من فاحش الخطأ وقبيحِ المقال بما لا يَخُصُّون به سواه من جميع العلوم والآراء والآداب والصناعات". وعزز الجاحظ فكرته بأنك لو تأملتَ اليونان لوجدتهم أهل فكر ودقة نظر، لكنهم مع ذلك يعبدون البروج والكواكب. ولو نظرت إلى عرب الجاهلية لوجدتهم أهل أحلام ونُهى في شؤون الحياة، لكنهم يعبدون الحجر الصلد والصنم الأصم. ومع العقول الراجحة لهؤلاء وأولئك فإنك "متى نقلْتَهم من علم الدينا إلى علم الدين وجدتَ عقولَهم مُحتبلة وفِطرَهم مُسْتَرقَّةً".

إن "استرقاق الفطرة" هو التفسير لما نراه اليوم من آراء وتصرفات لرجال ينتسبون للدعوة إلى الدين والعلمِ به، من أمثال إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، وعمرو خالد، وعلي جمعة، وآخرين.

لقد عرف العالم الإسلامي السديس من خلال صوته الندي وهو يقرأ في الحرم المكي، فأحبه الناس وأحسنوا به الظن قارئا ربانيا. غير أن الأيام كشفت لهم أن السديس ممن يقيم حروف الكتاب، لا ممن يقف عند حدوده الداعية إلى الحق والعدل والنصفة.

اشتهر السديس بدفاعه عن فكرة الطاعة العمياء للقوة، مهما انفصلت عن الحق، رافعا شعار طاعة ولي الأمر ولو أخذ مالك وجلد ظهرك. غير أن الرجل انكشف أكثر عندما خرج شباب مدعومون من الجيش المصري للمطالبة بإقالة ولي الأمر -محمد مرسي- فوقف السديس مساندا لهم، ناقضا الفكرة المركزية عنده.

لا تنفك الإمامة في الدين عن مغانم ومغارم. فلم ينل الأئمةُ الأربعة صفة التصدر إلا لأنهم سُجنوا وامتحنوا كلهم دفاعا عما يرونه قسطا وإنصافا
ولما انقلب العسكر على أول رئيس اا في تاريخ مصر وقف السديس مع تمويل السعودية للانقلاب واصفا إياه بأنه "أمنٌ واستقرارٌ ورفعة وعزة واجتماع كلمة". ثم وصف قرار ملك السعودية بالتدخل لصالح العسكر المنقلبين على ولي الأمر بأنه "نبراسٌ يرسم الطريق لسالكيه، وموقف تاريخي يبين الحق لطالبيه، وبلسمٌ ناجع يضمد الجراح ويواسي أهل الأتراح ويجدد الآمال والتفاؤل والأفراح".

إن وصف إمام الحرم المكي -وهو المؤتمنُ المسؤول أمام الله لتبيين الحق للناس- لانقلاب السيسي بأنه "بسلمٌ ناجع يضمد الجراح" تذكير لنا بـ "استرقاق الفطرة" وعمق الهوة الأخلاقية التي يتردى فيها بعض المنتسبين للدين. فمسؤولية الداعية -أو العالم المسلم- مضاعفة، لكونه يتحدث من خلفية تستبطن موقفا أخلاقيا متكئا على تراث الأنبياء القائم على العدل والقسط والتضحيات والشهادة بالحق: "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط". وإذا انحرف الدعاة أو العلماء وشوهوا حقائق الإسلام من خلال ربطه بمواقف تأباها الفطر السليمةُ -كتأييد محرقة رابعة، وحصار أهل قطر في رمضان- يصبحون -على رأي الإمام الرازي- شرا "من السراق، لأنهم سرقوا من كتاب الله، (..) وشرا من قطاع الطريق، لأنهم قطعوا طريق الحق على الخلق".

مغانم الإمامة دون مغارمها
لا تنفك الإمامة في الدين عن مغانم ومغارم. فلم ينل الأئمةُ الأربعة صفة التصدر إلا لأنهم سُجنوا وامتحنوا كلهم دفاعا عما يرونه قسطا وإنصافا. فالإمام مالك خُلعت أكتافه لمخالفته السلطان، والإمام أحمد سجن وجلد لمراغمته للمأمون والمعتصم. كما قتل الإمام أبو حنيفة شهيدا، وامتحن الشافعي كذلك. وكان علماء الأمة واعين بخطر التطبيل المفتوح للملوك حتى كان الإمام الثوري يتاجر بالزيت، ويشير إلى بضاعته قائلا: "لولا هذا لتَمَنْدلَ بنا الملوك!".

أما الإمام السديس فينتمي لطبقة لا تعرف من الدين إلا مغانمه. فضيعات الرجل معروفة مشهورة، ومتاجرته في العقارات -الممنوحة من الملوك- مشهورة. وإذا ادلهمَّ الخطبُ وحانت لحظة دفع ضريبة ملاحظة قيمة و مفيدة
 أحمد فال الدين

المرجع : احمدو ولد الوديعة ( فيسبوك)

 

تصنيف: 

دخول المستخدم