...شاهدٌ من أهلها

...شاهدٌ من أهلها

لقيت ذات يوم صديقتي في التسكع والتجوال السيدة العنز فاستصحبتها لنتجول في مدينتنا ولنطلع على الأحوال... سرنا في معظم الأحياء في الساحات والشوارع .. كنت أترك لها السبق عندما يكون الشارع ضيقا أخذت أرضه في زمن التخبط وعدم مراعاة أي ضابط.. وهي عَنَاق تجيد المرور بين يدي البئر.

طرقنا عشرات الأبواب وفي أغلب الأحيان تطل علينا رجُلَة نسألها عن معيل الأسرة وحال الأبناء فتجيب باستياء شديد : " الأب موظف في الدولة ذهب يبحث عن وسيط يفرغه لأنه لا يتحمل من العمل إلا استلام الراتب والابن ذهب إلى المقهى ليشاهد جميع ألعاب العالم عله لم يفقه قول الناصح :

 من كل فن تعلم تبلغ الأملا .......... ولا يكن لك علم واحد شغلا

(.......)

 أما البنت فها هي هنا أمام الحاسوب تسبح في واد سائب (واتس أب) ولها ميْلٌ (إيميل)..," سألتها عن الجار فردت علي السؤال حيث بدت هذه الكلمة غريبة في أذنها وبعد تروي قالت لنا: " نحن أهل مدن وهذا الذي ذكرتما لا نعرف عنه إلا ما تريانه عين اليقين.. نحيط منزله بالبقايا فاكهة كانت أم أبا.". همست في أذني الصديقة وقالت لي: لا تعترضي على هذه الأدران التي ترينها هنا وهناك فأنا ومن زكاني من حمار وكلب وديك نستفيد منها دون مشقة والباقي نتركه للنمل والبعوض وبنات وردان..".                                                           

ما كان مني إلا أن هنأتها لما لمسته عندها خلال صحبتنا من حرص على ما تركه  أجدادها من صنيع وعادات...ثم افترقنا إلى حين.

 

امبيريكه محمد مؤمل 

تصنيف: 

دخول المستخدم