أصدرت رابطة الكتاب الموريتانيين باللغة الفرنسية "أنفاس صحراوية" وهي مجلة مخصصة للبحث في الأدب والإبداع. يعبر العدد الأول من هذا الإصدار الفصلي، الذي يراد له أن يكون ناطقا باسم الرابطة وفي الوقت ذاته فضاء للتعبير متاحا لكل الكتاب والباحثين والمحللين الأدبيين، عن عزم هؤلاء الكتاب على تقديم مادة ذات قيمة لجمهور القراء وذات محتوى متنوع وثري يلامس العديد من أبعاد الأدب الموريتاني.
هكذا سوف يجد المتخصصون في الأدب المقارن مقالات معمقة حول حوار الثقافات والحضارات في المجلة، كما سيجد النقاد فيها تحليلات للأعمال الأدبية – وعلى وجه الخصوص الموريتانية - من شأنها أن تساعدهم أكثر على اكتشاف إنتاج أدبي وطني فتي لا يزال في أغلبه مجهولا. و كذلك سيكتشف فيها هواة الآداب الجميلة أعمالا لم تنشر من قبل، منها قصص قصيرة كتابها موريتانيون معروفون لديهم أو جدد.
يتضمن هذا العدد الأول من "أنفاس صحراوية" أربعة محاور رئيسية:
"تحاليل" و"ملخصات لكتب" و"أخبار أدبية" و"إبداعات".
يطالع القارئ في المحور الأول دراسات مختارة وملخصات لأعمال أدبية من آخر ما شهدته الساحة الأدبية ؛ يتصدرها مقال حول المقاربة الماركسية في الأدب بقلم الدكتور محمد بن بوعليبة بن الغراب رئيس الرابطة. يليه مقال بقلم ممدو ولد دحمد حول القرن الثامن عشر في فرنسا وأسس روح "عصر الأنوار وبشكل أخص تميز المشروع الفلسفي لجان جاك روسو والوعي النقدي " في ذلك القرن. وفي نفس المحور يقدم إدوم ولد محمد الأمين عباس دراسة حول تمثل الصحراء في الأدب الفرنسي وكيف يتمتع المبدعون بخلوة هذا الفضاء النابض بالحياة وكيف يثري هذا الفضاء أحلامهم وتزهر به أعمالهم. ويختم هذا المحور بمقال، ضمن مقالات أخرى بمواضيع مختلفة، حول إدراك الزمن لدى حبيب ولد محفوظ. يتيح هذا المقال لمحمد الأمين بابه مصطفى العودة إلى الكتابة الأصيلة والأسلوب الصقيل لكاتب "الموريتانيد".
في محور "الملخصات" نجد تقديما ل "طبل الدموع" لكاتبه أمبارك ولد بيروك و نجد فيه تقديما لكتاب: "الموسيقي والشعر فى موريتانيا" لكاتبه محمد بن بوعليبة بن الغراب وفيه قراءة لكتاب "مجنون إيزيوان" لكاتبه إدوم ولد محمد الأمين وقراءة أخرى "لرعد فوق الأمواج" وهو ديوان للقاسم بن أحمدو، كما نجد في نفس المحور قراءة لرواية "الصوفي، الناسك الذي يثير الرعب" لإبراهيم بن أصنيب وأخرى ل"المقاومة السلمية" لممدو كالدو با.
وبعد جولة سريعة في الأخبار الأدبية نجد في محور " إبداعات " نصين لم ينشرا بعد وهما قصة قصيرة لإدوم ولد محمد الأمين عباس وأخرى لابراهيم ولد بكار ولد أصنيب.
إنه إذن عدد ثري ومتنوع، ندعو الجمهور المهتم بالأدب إلى قراءته من أجل تشجيع إسهام نحتاجه في بعث ديناميكية في الساحة الثقافية لبلدنا، ساحة يخيم عليها فتور ونقص في المبادرات. والواقع أن الثقافة بشكل عام، والأدب بشكل خاص، هما المجال الذي تستطيع فيه بلادنا أن تتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم ويمكنها عبرهما أن تتطلع إلى تقديم إسهام أصيل إلي الفكر الإنساني.
تصنيف: