رؤساء دول "مجموعة ساحل5 " يحضرون تمردا ضد غطرسة الرئيس الفرنسي ماكرون.

تساءلنا في موقع موريتانيا المعلومة في ورقة اخبارية سابقة عن السبب الفعلي الذي دفع ب"الإيليزي" إلى تأجيل القمة التي كان الرئيس الفرنسي دعا لها قادة دول مجموعة ساحل 5 . وبرر ماكرون التأجيل بالهجوم الذي تعرضت له منذ يومين ثكنة عسكرية نيجيرية خلَّف في صفوفها أكثر من 70 قتيلا إضافة إلى جرحى ومفقودين كثيرين، قائلا إن التأجيل جرى بالتوافق مع رئيس النيجر وبطلب منه.

(انظر: " الإليزى يعلن تأجيل اجتماع "أبو" دون تحديد وقت دقيق.. وتساؤلات حول السبب الحقيقي"..

غير أن معلومات وردت على لسان السيد روش مارك اكريستيان كابوري، رئيس بوركينا فاصو، ونقلها عنه الموقع البوركينابي لي فاصو نيت (lefaso.net)، تؤكد تحفظاتنا السابقة، لما ربطنا قرار التأجيل بعدم رضا القادة الأفارقة عن الأسلوب الذي اعتمده الرئيس الفرنسي خلال إعلانه عن  الاجتماع الذي كان يرجو انعقاده يوم 16 من الشهر الجاري في مدينة "أبو" بجنوب فرنسا.

وانتقد الرئيس اكريستيا كابوري كلام ماكرون قائلا إن "شكل ومضمون هذه الدعوة  كانا يفتقدان إلى البراعة". مرددا ومؤكدا الانتقادات الكثيرة الذي أثارها الأسلوب الخطابي الاستفزازي الذي اعتمده ماكرون. وكانت السلطات الموريتانية  ابدت هي الأخرى بطريقة حذرة نوعا ما عدم ارتياحها عن  الاسلوب "الماكروني"

(انظر:"موريتانيا ترد على الرئيس الفرنسي: نحن مرتاحون للدعوة بشرط احترام الاشكال الدبلوماسة...")

 ثم أعطى الرئيس البوركينابي تفاصيل حول تحضير موقف مشترك سيتخذه هو وزملاؤه الأربعة الآخرون في مجموعة ساحل5 من موضوع "المشاعر المعادية لفرنسا" في بلادهم الذي أثاره الرئيس الفرنسي.

وفي هذا الصدد اخبر اكريستيان كابوري الصحفيين أن رؤساء دول "مجموعة ساحل 5" سيتشاورون فيما بينهم قبل الذهاب إلى اجتماع "ابو"، موضحا أنهم  اتفقوا على عقد قمة يوم الأحد 15 ديسمبر، حول موضوع الشراكة مع برخان". ويلاحظ أن هذا التاريخ يكاد يكون هو موعد الاجتماع الذي كان مقررا  في مدينة "ابو" الفرنسية قبل  أن يعلن الإليزي عن تأجيله. 

وحول هدف لقاء القادة الأفارقة الخمسة، أضاف الرئيس البوركينابي:

"يجب أن نوضح التعاون مع برخان لكي نعزز فعالية عملنا العسكري في الساحل (...) ومن المهم أن تكون شراكتنا مع فرنسا عادلة وفعالة تبعا للمصلحة المشتركة لمواطنينا".

وأيا كان جوابهم فإنهم سيأخذون في الحسبان الإستياء الواسع الذي ظهر في بلدانهم وفي القارة الإفريقية بصورة عامة وغيرها بسبب الطريقة المحيرة التي خاطب بها الرئيس الفرنسي شركاءه الأفارقة في "مجموعة ساحل5".  ولا يستبعد أن يرى ماكرون في ردهم نوعا من التذمر أو التمرد على "غطرسته" كما يصفه كثير من المراقبين.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم