دولة أخرى تطرد السفير القطري.. ومؤشرات جديدة حول تورط قطر في زعزعة الأمن في الساحل..

أزمة العلاقات مع قطر تطفو على السطح من جديد.. وكذلك موضوع تورطها في زعزة الأمن والاستقرار .. لكن ليس هذه المرة في منطقة الخليج ولا في الشرق الاوسط ..بل في منطقة الساحل. فقد أعلنت القناة القطرية "الجزيرة" اليوم أن الحكومة تشادية طلبت من السفير القطري مغادرة البلاد وغلق السفارة القطرية.. وأنها أعطته مهلة أسبوع.

تصعيد في الموقف تشادي... 

وتجدر الإشارة إلى أن حكومة تشاد كانت قد استدعت سفيرها في الدوحة منذ بداية يونيو الماضي للتشاور معه على أثر أزمة العلاقات بين قطر ودول الخليج وبلدان عربية أخرى.

وكانت دول أخرى منها موريتانيا قد بادرت آنذاك بقطع علاقاتها مع الإمارة القطرية بينما اكتفت بلدان أخرى مثل السنغال وتشاد باستدعاء سفرائها مؤقتا. وبينما عاد السفير السنغالي إلى الدوحة منذ يومين فقد انضمت اندجامينا إلى صف الدول المقاطعة لقطر.

... ردا على محاولات زعزة أمنها...

و يعود فيما يبدو قرار التصعيد تشادي إلى ما ذكرته مؤخرا بعض وسائل الإعلام حول تمويل قطر ودعمه اللوجستي للقوات المتمردة التي تحارب نظام الرئيس ادريس ديبي إتنو، حيث أفادت تلك المصادر أن النظام القطري أهدى 123 سيارة ومعدات أخرى لحركة  " اتحاد قوى المعارضة" المسلح التابع للسيد تمام ارديني العدو اللدود للرئيس تشادي الحالي. وحسب نفس المصادر فإن هذه الوسائل قد تم تسليمها إلى المتمردين تشاديين عبر ميليشيات ليبية تنتشر في منطقة مسراته.

تهمة قطر بزعزعة الامن في الساحل تتكرر...

ولا شك - إن صح هذا الخبر - أنه يؤكد أن دولة قطر متورطة إلى حد كبير - ليس فقط في محاولة زعزعة استقرار النظام السياسي في تشاد - وإنما أيضا في الأوضاع الامنية السيئة في ليبيا بفعل علاقاتها المتينة مع الميليشيات المنتشرة في البلد، وبسبب تمويلها ودعمها لحركات التمرد.. ومن ثَم يتأكد تورطها في التهديدات الأمنية في الساحل بشكل عام.

وهذا التورط القطري المزعوم في منطقة الساحل تردَّد الحديث عنه أكثر من مرة في الصحافة الدولية منذ سنوات.. وما زال يتردد ذلك الحديث المثير للشكوك؛ حيث تظهر من حين لآخر عناصر اخبارية تتعلق به. وفي هذا السياق يندرج ما سبق ذكره حول الدعم اللوجستي القطري للتمرد في تشاد وعلاقته بالميليشيات الليبية وما إلى ذلك من ملابسات مخيفة بوصفها من آخر تلك المؤشرات المثيرة للحذرحول التهديدات الأمنية في منطقة الساحل وعلاقة السلطات القطرية بها.

وتكرار هذا النوع من التهم الخطيرة يعطي مصداقية للدول الخليجية وحلفائها التي تتهم قطر بدعم الإرهاب و بمحاولة زعزعة الأمن في تلك الدول وفي غيرها. 

"... إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا "   

ورغم ذلك، فإن بعض القوى السياسية في البلدان العربية والإسلامية المقاطعة غير راضية عن قرارات دولها بقطع العلاقات مع قطر.. ومنها على سبيل المثال حزب تواصل الموريتاني التابع لحركة الإخوان المسلمين العالمية التي تشكل قطر اكبر دعم لها اليوم.. وهي تأوي أهم زعاماتها العالمية مثل الشيخ يوسف القرضاوي الذي يُعتبر الزعيم الروحي للحركة الذي يعود إليه الجميع بوصفه المرجعية الأولى - ليس فقط في القضايا الدينية، وإنما أيضا في الأمور الدنيوية التي تقع المسائل السياسية والاستراتيجية في مقدمتها. 

وقد ندد حزب تواصل بشدة بقرار السلطات الموريتانية وحاول تجييش الشارع الموريتاني بغية افشاله.. غير أن تجاوب المواطنين معه كان دون المستوى المطلوب.. ورغم ذلك فإن ما حققه من حراك مناوئ لقطع العلاقات مع قطر يكفي قادة الإخوان في موريتانيا كدليل يقدمونه للدوحة على ولائهم أوتضامنهم معها. فعساها أن تقدر جهودهم حق قدرها، عملا بقوله عز وجل: { إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} - صدق الله العظيم. 

وينطبق بدون شك موقف تواصل على غيره من المنظمات الإخوانية في البلدان الأخرى، حتى وإن كانت تلك الحركات قد تتمايز - لحد كبير أو ضعيف - في تعاملها مع الموضوع تبعا لمدى النضج السياسي لكل واحدة منها ولمدى تعلقها بالمصلحة الوطنية وجعلها تعلو على الولاءات الإديولوجية والسياسية العابرة للحدود. 

البخاري محمد مؤمل  

تصنيف: 

دخول المستخدم