جالياتنا في الخارج تتألف من قوم محترمين يشكلون السواد الأعظم من المغتربين الموريتانيين. من بينهم رجالات دين وأئمة لا تشوبهم شائبة في أمور العبادات التي يسهرون عليها بقوة لا مثيل لها سوى تعلق بعضهم بكل ما يمكن الحصول عليه من فوائد مادية ومالية في مجال المعاملات المريبة غير آبهين بقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : "جربوهم ـ أي الناس والوُلاة ـ بالدراهم والدنانير ولا تجربوهم بالصوم والصلاة فانهما عبادتان يَلزَمُهُما البَرُّ والفاجرُ" . أحد دبلوماسيينا الأدباء تقابل مع أحد هؤلاء الأئمة المتفانين في حمل "راية الإسلام" رغم ما يثار حوله من شبهات . . وقد دون السفير الكاتب اللقاء كما يلي :
"جربوهم بالدراهم
ذات اجتماع .. مع أفراد الجالية الموريتانية في احدي جزر الكناري أخد بعضهم الكلام فخاطبنا مشهدا الحضور بنبرة الوعظ و الوعيد في إشارة واضحة ألي مقامه المحترم كفقيه يحدث الناس بلسان الدين .. ثم أطال حديثه المحشي بالأطناب في المطالب و بالمزايدة في استعراض المشاكل المطروحة في الواقع. و أحيانا المنسوجة من خياله الخصب ..لم يعجبني كلامه المتطاير كشذرات بركان يحترق و بدا لي في عيونه الشاخصة ان لديه مشكلة شخصية .. لكنني أسررت شعوري و استمعت اليه متحملا . بصبر ايوب .. مع المدعوين الي الاجتماع الذين غسلت ذنوبهم بفعل انصاتهم لخزعبلات عجزت ان تكون علي الأقل مضحكة ...
و بعد نهاية الاجتماع المرهق .. والحمد لله الذي جعل كل منقطع سهل ..سالت خفية . احد ثقاة الجماعة عن الخطيب المفوه فأجابني ببراءة البسطاء : " اتبارك الله .. هذا سيد من اهل لخيام كان مساعد امام في مسجد بجزيرة أخري من جزر الكناري و قد جاءنا قبل أيام يريد ان. نساعده علي تقلد منصب الإمام أو مساعده بمسجد الحي الذي نقطن فيه و الذي تم افتتاحه مؤخرا بفضل اتصالات أجرتها مجموعة من ممثلي الجالية المسلمة مع السلطات المحلية و سألنا عنه و عن أسباب تنقله إلي هذه الجزيرة فعلمنا من مصادر يوثق بها أن الجماعة هنالك و اغلبها من المغاربة عزلته بعد أن اطلعت علي انه ينافس قوما منها في سوق السيارات المسروقة التي تباع في الجزيرة بثمن بخس بعد تزوير أوراقها .. وحجة القوم انهم ضالعون في عمليات تجارية مشبوهة وإنهم لا يريدون ان يفسدوا صلاتهم بإمام ناكًع في الشبهات".
المصدر : Abdel Kader Ould Mohamed
تصنيف: