حول مذكرات الدكتور حم ولد عبد القادر: "محطات رحلتي إلى الطب" / بقلم: د. ديدي ولد السالك

لقد أهداني اخي وصديقي العزيز الدكتور حم ولد عبد القادر مذكراته؛ "محطات رحلتي إلى الطب"؛ وبهذه المناسبة السعيدة اشكره على هذه الهدية الثمينة كما أهنئه على صدور هذه المذكرات القيمة في موضوعها والفريدة في محتواها.

وقد استمتعت بقراءتها لسلاسة لغتها وطريقة سردها للأحداث. وتكمن فرادة هذه المذكرات في:

1 - أنها كانت تأريخا للحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي لمنطقة آدرار؛ كما أنها جاءت على ذكر أهم الأحداث المصاحبة لانقلاب 78 وما نتج عن ذلك الحدث من تحولات؛ أثر ت على مختلف مجالات الحياة في موريتانيا.

حيث توقف الكاتب عند كل مفردة من مفردات حياة مجتمع آدرا ر في تلك الفترة. متوقفا عند تفاصيل المشهد السياسي الموريتاني.

2 -  استطاع الكاتب أن يوثق بالمستندات والصور كل مراحل حياته وهذه ممارسة فريدة؛ في مجتمع قلما يهتم بتوثيق تاريخه؛ لغلبة الطابع البدوي واعتماده على الثقافة الشفوية بدل الكتابة والتوثيق .

3- حرص الكاتب على ذكر كل من ساهم في تعليمه عبر مراحل دراسته؛ بداية من المدرسة الابتدائية وصولا إلى مرحلة التخصص في الطب؛ معددهم بأسمائهم وصفاتهم. وفاء من الكاتب للعلم وتبجيلا لأهله؛ وهي خصلة عز نظيرها في زماننا هذا.

4_جاء الكاتب بمعجم لغوي طريف ومفيد؛ شارحا فيه كل الأسماء والمصطلحات الغريبة؛ سواء كانت أصولها حسانية أو فرنسية أو مرتبطة بالأماكن والأشخاص؛ وهذا الشرح والتفسير؛ مفيد للقارئ بصفة عامة ولمن لا يعرف مفردات الحياة المحلية بمطقة آدرار.

وإذا كان من المعروف أن الألقاب الموريتانية فيها الكثير من الغرابة بالنسبة لغيرهم؛ فإن من يقرأ مذكرات الدكتور حم؛ يلاحظ أن ألقاب أهل آدرار هي الاغرب.

5_ سرد الكاتب كل تفاصيل حياته الخاصة واوضاع أسرته؛ التي كانت على ما يبدو في غاية الصعوبة؛ في تلك الفترة دون أقنعة أو تزويق؛ وهي خاصية نادرة في مجتمعنا؛ أن يمتلك الشخص الشجاعة لسرد جوانب حياته الصعبة والقاسية؛ خاصة إذا تعلق الأمر بقلة ذات اليد.

وفي الخلاصة؛ من يقرأ هذه المذكرات (محطات رحلتي إلى الطب) يخرج بثلاث خصال تحلى بها الكاتب؛ تحتاجها الاجيال الصاعدة في بلادنا:

أولها : الروح العصامية التي تميز بها الكاتب خلال رحلته الدراسية ومسيرته العملية.

والخصلة الثانية: تفانيه في خدمة مهنته؛ التي قادته إلى بناء منشأة صحية من الصفر؛ حتى أصبحت مصحة متكاملة؛ تعتبر من أهم المنشآت الصحية اليوم في نواكشوط.

ثالث هذه الخصال: أن العمل في القطاع الخاص؛ لم يصرفه عن المساهمة في العمل الخيري؛ حيث يسعى الآن إلى بناء مركز صحي في منطقة الرياض والذي خصص له ريع هذه المذكرات.

 المصدر : Didi Ould Salek (facebook)

تصنيف: 

دخول المستخدم