ليس عيبا و لا معرة ان يلجأ السياسي (المترشح) لاصحاب المال لطلب المساعدة المالية بعد ان يقنعهم بوجاهة مشروعه ، فهذا يحدث في كل الدول المتقدمة. فباراك اوباما يتحدث عن رحلاته بحثا عن ما يجود به رجال الاعمال الامريكيين لحملته الانتخابية، و قد اعلن عن الغلاف المالي الذي حصل عليه ! و من الطبيعي ان المعطي يحاول التأثير على قرارات المتلقي و خياراته في حالة شوط ثاني مثلا او في حال وصول المترشح للحكم . فأصحاب المال يستثمرون أموالهم في السياسة لتعود عليهم بفائدة ما .. ! فهذه بتلك ! مع ان الولايات المتحدة الامريكية تضع سقفا لتلك المساعدة لا يمكن تجاوزه ( الحد الاعلى للمعطي هو خمسة آلاف دولار ) و ذلك حتى لا يتحكم المعطي في المتلقي و يكون كمن اشتراه ! فلم يكن من الممكن لبيل كلينتون مثلا ان يعطي لزوجه هيلاري فوق ذلك السقف مهما يكن .. و من ااطبيعي جدا ان يطلب المناضل ( صاحب القضية ) من رجال الاعمال و من الهيئات المانحة و تلك الخيريةان تساعده باموال للقيام بعمل توعوي او تعبوي لصالح قضيته .. هذه امور لا جدال في انها طبيعية و منطقية و مقبولة و ليست عيبا و لاهي متاجرة و ليست منة من المعطي و لا يترتب عليها سوى عقد اخلاقي لمن له اخلاق ... من باب " اذا اكرمت الكريم"! لكن يجب في كل هذه الحالات ان تكون هنالك شفافية داخلية تامة عند الاستلام و عند الصرف و في هذه الحالة لا سارق و لا زعيم ! يجب على قيادة الحملة ان تستلم المبلغ و تصرفه لما اعطي من أجله و ان تقدم تقريرا ماليا يرصد تلك المبالغ و لا مانع فيى حجب المصدر ان هو طلب ذلك او لأسباب اخرى وجيهة ! كما انه على المكتب التنفيذي للمنظمة المستفيدة ان يستلم المبالغ الموجهة لها مهما يكن مستواها و ان يعلن عن اوجه صرفها و ان تظهر في التقارير السنوية لتلك المنظمة مع التحفظ على المصدر ان كان و لابد ! اما المبالغ التي لا يعلن عنها الا من خلال الاعلام و بعد سنة او اكثر من تاريخ صرفها فهذا عمل مشين و مضر بسمعة السياسي و مصداقية المناضل! فتلك ضربة قاسية في صدره سوف يدفع ثمنهامن داخل التنظيم حيث ستنهز ثقة المناضلين فيه و سوف يتملكهم الشعور بالاستغلال و يبدأ الموت السريري لتلك المنظمة! اما التنكر لهبات الناس و عطاياهم فهو تماما مثل التنكر لجهود الرفاق الذين ساهموا بفكرهم ووقتهم و راحتهم و درهمهم و اعراضهم و مستقبل ابنائهم في بناء الألقاب و حصول النياشين و تشييد القصور و بناء العرش الذي اصبح - بفعل التنكر لهولاء و نكران فضل أولاك - "كسراب بقيعة .."
من صفحة: ابراهيم بلا رمظان (فيسبوك).
تصنيف: