حوار من إلهام حمى البحث عن الذهب : ... نحن الأنداد!

قال سيد :

- سألت عنك كل أيام الأسبوع الماضي و لم اهتد على المكان الذي تتواجد فيه!

رد امحمد:

- كنت في مهمة اجتماعية دقيقة بإحدى مدننا الداخلية.. أخذت وقتا.

طغى الفضول على سيد و لم يتمالك فسأل:

- من أي نوع كانت مهمتك الاجتماعية التي أقصيتني منها و أنا صديقك الوفي!

أجاب امحمد: 

- إنها من النوع الذي تضيق دائرته.

قاطعه سيد:

- أي دائرة تضيق عن الأصدقاء؟

قال امحمد:

- الدائرة القبلية... و أنت أعلم.

أغمض سيد عينيه موافقا لكنه أردف:

- عسى الأمر يكون خَيرا تمَّ على خير!

رد امحمد:

- بل كان أمرا فظيعا قطع نصف الطريق إلى حله!

قال سيد وقد صرعه الفضول ثانية:

- هات ما عندك يا رجل!

أجاب امحمد:

- أحد "حراطيننا" ضرب ابن سيد من قبيلة في حلفنا.

رد سيد على الفور:

- لعنة الله عليه. إنها سيبتك يا الدنيا.

تابع امحمد:

- لكن الأدهى و الأمر هو أن الشجار بينهما دار حول قطع من الذهب تم استخراجها من حفرة مشتركة، أجهزتها ملك السيد و حفرها بأيدي "الحرطاني".

قاطع سيد قائلا:

- وماذا جرى؟

قال امحمد:

- أراد ابن السيد بيع الذهب في سوق سوداء لأجانب من أهل "الغسيل" جاؤوا البلد على خلفية "حمى الذهب".

قال سيد:

- إيه.. و ما العيب في بيع الثمرة لأي كان يدفع ثمنها؟

رد امحمد:

- لم يشأ ابن السيد حضور "الحرطاني" عملية البيع مما جعله يمسك به و يحاول انتزاع كيس الذهب من يديه. دارت المعركة لصالح "الحرطاني" الذي كان الأقوى.

قاطع سيد:

- و بعد؟

قال امحمد:

- تدخل أبناء عمومة ابن الرجل و ابرحوا الحرطاني ضربا قبل تقديمه للشرطة بتهمة التعدي الجسدي و محاولة السرقة... علمت و إخوتي بالأمر فتدخلنا و أخرجناه من السجن.

قال سيد:

- و هل رد الذهب لصاحبه؟

قال امحمد:

- لم يأخذه أصلا و قد ضاع حقه فيه.

سكت قليلا ثم أضاف:

- و لو كان الأمر انتهى على هذا لهان كل شيء.. و لكن قبيلة ابن السيد أصرت على تلقين الحرطاني درسا بإثبات التهمة و متابعة سجنه مع التغريم.. إنها قبيلة تعد وزيرا في الحكومة، و أمينا عاما، و مديرا لمؤسسة عمومية كبيرة، و مناصب شتى حيوية، و مفوضي شرطة، و قضاة و كتاب ضبط في المحاكم، و ضباطا سامين في الجيش، و رجال مال، و أراض شاسعة على الضفة وواحات غناء، و حصص في البنوك الثانوية، و أحزاب، و منظمات غير حكومية، و مسؤولين كبار في سلك الجمارك و مفتشي الحدود، و "أياد سوداء" في غسيل و تبييض الأموال وتشييد العمارات العالية.

قال سيد:

و هل تم لهم ذلك؟

رد امحمد:

- بالطبع لا... لوجاهتنا عندهم تنازلوا... فنحن أنداد لهم.

المصدر: صفحة الولي سيدي هيبه (فيسبوك)

تصنيف: 

دخول المستخدم