لأنه موضوع الساعة في موريتانيا بلا منازع، وخارجها لحد لا يستهان به، فإن الإهتمام بالسيد محمد ولد الغزواني لا يقتصر على بلده.. وما يُصدره الإعلام الأجنبي حوله له اصداء في الوطن يتباين التفاعل معها من متلق لآخر، كلِِّ حسب قراءته ودوافعه.
وقد بسَّطت بشكل مفرط مصادر صحفية موريتانية ما كتبته مجلة جان افريك في عددها الأخير حوله- بوصفه الصديق الحميم للرئيس محمد ولد عبد العزيز ومرشحه للرئاسيات المقبلة- لما اختزلت المقال في كلمتين: " الغامض جدا".
والحقيقة أن المجلة نشرت تعريفا مفصلا عن الرجل وقعه صحفيان من خيرة مبعوثيها العارفين بموريتانيا : آلين فوجاس والسيدة كريستين سبيجيل. وما كتباه قارب 1700 كلمة - (1689 بالضبط). وهو بعيد كل البعد مما يمكن صراحة حصره بطريقة كاريكاتورية في كلمتين أُخرِجتا عن سياقهما حتى فقدتا مغزاهما.. علما أن كاتبي التقرير أوردا العبارة المذكورة للدلالة على عمق الموصوف، مركزَيْن على علاقاته الواسعة والمتنوعة؛ إضافة إلى العمل الجبار الذي حققه تحت قيادة الرئيس ولد عبد العزيز في مجال السياسات الأمنية للبلد واستقراره.. وللرقي بالجيش وتحسين مستواه.
وكما يظهر من المقطع المصور السابق وغيره مما ذُكر في النص، فقد اعتمد الصحفيان على شهادات العارفين جيدا بولد الغزواني: من رافقوه خلال الخدمة العسكرية، وكذلك مقتطفات في غاية الوضوح أخذاها من افواهِِ في زعامات المعارضة الراديكالية، حيث يُعتبر اصحابها خصوما أشداء له.
وتأكيدا لما قاله رفاقه القدامى في السلاح، فإن "اعداءه" السياسيين شهدوا له بالسلوك الحسن والصفات الحميدة التي لا ينالها الغموض من بعيد ولا من قريب : الهدوء والحكمة، الوفاء والإخلاص، قوة الإصغاء واحترام الغير...
وكما يقال: "الحق ما شهد به الأعداء"، خاصة إنْ تواتر عليه الناس كلهم بغض النظر عن توجهاتهم واختلافاتهم السياسية.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: