يمكن الجزم على العموم أنه ليس للأحزاب السياسية في بلانا هوية تقوم فكر أو على برامج، بل إنها تعرف عادة من خلال أسماء الأشخاص الذين ييتزعمونها: اسم الحزب واسم رئيسه كلمتان مترادفتان لهما نفس المدلول بحيث لا تختلفان إلا في النطق أو الكتابة . حزب عادل لا يشذ عن الظاهرة : الناس يعرفونه من خلال رئيسه السيد ولد الواقف آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي يختصر الإعلام الناطق بالفرنسية ومراقبون آخرون اسمه في " سيديوكا" (SIDIOCA). وقد عرف الخط السياسي لحزب ولد الواقف بعد الإطاحة بحكم سيديوكا بصراع مفتوح مع النظام قبل ان يسود نوع من المد الجزر بينهما. ثم استقر الموقف بعد ذلك على دخول ولد الواقف في صفوف تيار المعارضة المتشددة، حيث قاطع الحوار الأخير الذي دعا له النظام وكذلك الاستفتاء الدستوري حتى أنه اعلن هو وحلفايءه رفضهم لنتائج الاستفتاء معلنين تشبثهم بالقضايا القديمة رغم تعديلها، كالعلم مثلا.
أما الآن فإنه قرر الالتحاق بالطرف الآخر، كما يظهر من البيان الموالي الذي اصدره اليوم.
"حزب عادل
بيان
إن من أهم المكاسب الديمقراطية التي تحققت للبلد في الظروف الحالية، تكريس التوجه إلى التناوب السلمي على السلطة في ظل احترام الدستور، عبر انتخابات رئاسية غير مسبوقة لايترشح فيها الرئيس المنتهية مأموريته.
ويفتح هذا الخيار أمام بلدنا أملا حقيقيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنسجمة، في جو ديمقراطي يتجه فيه الفرقاء إلى الحوار السلمي من أجل توفير الحلول الضرورية لمشاكل البلاد التنموية والاجتماعية.
وعندما تأكد هذا التوجه ، كان رأينا في حزب عادل أن السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني من أكثر المترشحين المحتملين قدرة على تجسيد الأهداف المتوخاة من خيار التناوب وضمان انتقال سلمي يهيئ لتعميق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتعزيز دولة القانون.
وقد طرحنا هذه الفكرة على رفاقنا في التحالف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية فور تداول اســـم المترشح محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الشيخ الغزواني
وقد تعززت لدينا هذه القناعة بعد الخطاب الافتتاحي الذي أعلن فيه المترشح عن معالم مشروعه الانتخابي متضمنا الالتزام بالعمل الدؤوب من أجل صون الحوزة الترابية، وتعزيز مكاسب الديمقراطية، وتحصين الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية والتمييز الإيجابي لصالح الفئات الأقل حظوة والرفع من مكانة المرأة، وتحقيق النهوض الاقتصادي، والاعتناء بالشباب، وإرساء دبلوماسية فاعلة توجهها مصلحة البلد.
وقد تخللت فقرات هذا الخطاب نبرة تصالحية تدعو إلى تجاوز خلافات الماضي بغية التوجه إلى بناء المستقبل في جو من التضامن والانسجام.
وعلى غرار أحزاب المعارضة الأخرى، كان حزب عادل منخرطا في الآلية التشاورية التي أقرتها أحزاب التحالف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية.
وبعد مناقشات طويلة ومحاولات متعددة لتجاوز النقاط الخلافية، ظهر للأسف أن هذا المسار قد وصل إلى طريق مسدود. وهذا ما جعل الأحزاب تتفق على توقيف المشاورات ضمن هذه الآلية، وتحيل قضية اختيار المترشح إلى الأحزاب بحيث يحسم كل حزب قراره بمفرده.
في هذا السياق اجتمعت هيئات حزب عادل وقررت بالإجماع التشبث بروح الموقف الذي سبق أن طرحه الحزب ضمن جلسات التشاور.
وتنفيذا لهذا القرار يعلن الحزب دعمه الكامل لترشح السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني لمنصب رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
تصنيف: