حتى لا تتحول فرحة العيد إلى موجة وبائية ...!

كلنا ننتظر بفارغ الصبر، صغارا وكبارا، نساءا ورجالا،  يوم الجمعة المقبل لنترك العنان لموجات الفرح والسرور العارمة التي تغمرنا مع عيد الأضحى المبارك. ففيه نكتسي ما نشتهيه من الزي الحسن.. وفيه نتناول ما تيسر من المائدة الشهية.. وفيه نؤدي معا صلاة العيد في جموع كبيرة وصفوف كثيرة متراصة.

  وهذه الصلاة الجماعية بجماهيرها الغفيرة - فضلا عن بعدها الديني والروحي-  تشكل احدى واجهات العلاقات الاجتماعية واللقاءات الحارة بين المسلمين. علاقات وروابط نحْييها أيضا ونكثفها بين الأهالي والأصدقاء  لتنتشر بدرجة لا مثيل لها في هذا اليوم. وهنا يكمن  منبع السرور الحقيقي وكذلك منبع خطر عظيم هذه السنة : قد تتسبب – لا قدر الله- حركة الاتصالات الواسعة إلى موجة  وبائية.

واستباقا للأحداث، فينبغي علينا جميعا، فرادى وجماعات، أن نتخذ حذرنا من الوقوع في  مخالب جائحة كوفيد 19 التي تتربص بنا الدوائر كلما خففنا من الاجراءات الاحترازية. وهذا هول الحال اليوم، علما أن معظم الدول في العالم تشهد هذه الأيام قفزة جديدة في انتشار الجائحة جاءت بعد رفعها للحظر الصحي. ونحن أيضا رفعنا الحظر الصحي مما يعرضنا لنفس الخطر.. وربما أشد!  لان وضعيتنا وحتى عهد قريب لم تكن هي الأحسن مقارنة بجيراننا. (انظر: "...  الوباء لم يزل ووضعيتنا اسوء من جيراننا..."). وحينما ينضاف إليها ما ينجم عن نشاطات العيد من تكثيف وتوسيع للعلاقات والاتصالات المباشرة ببعضنا البعض في هذا اليوم المبارك، مثلما تعودنا في السابق، فإننا نكون قد عرضنا أنفسنا اكثر من غيرنا  لموجة وبائية جديدة لا يمكن التنبؤ بعواقبها الفتاكة.

وعلى السلطات العمومية أن تأخذ الأمر في الحسبان وتتصرف بسرعة لاستباق الكارثة. يجب ان تتخذ سلسة من الإجراءات الصارمة، نُذكِّر ببعضها سبق اعتماده جزئيا او كليا:

  • إعادة حظر التجول خلال الأيام العشرة القادمة ابتداء من الرابعة أو الخامسة بعد الظهر حتى الصباح؛
  • فرض حمل الكمامات في أسواق بيع الملابس وأسواق بيع الأضاحي وفي المسالخ وفي محطات النقل البري.
  • القيام بعمليات تنظيف وتطهير في تلك الأسواق وفرض التجار والعاملين فيها على تأديتها بشكل مستمر.
  • السهر على الإجراءات الاحترازية في المساجد. وفي حالة عدم تقيد المصلين والقائمين على المسجد بها، كما نلاحظ اليوم - وخاصة خلال صلاة الجمعة- فعلى الوزارة المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك تعليق صلاة عيد الأضحى كما عُلقت صلاة عيد الفطر الماضي.
  • تكثيف الفحوص ومضاعفتها مع التركيز على إخذ عينات متنوعة تسمح باعطاء صورة دقيقة نوعا ما عن بوؤر العدوى بغية عزلها ومنع انتشار المرض عبرها.
  • تكثيف الحملات التحسيسية والتثقيفية للحث على العمليات الوقائية والاحترازية : التباعد الاجتماعي، حمل الكمامات، غسل الأيدي بالصابون او المحاليل المعقمة...

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم