الوضع الوبائي العالمي حول جائحة كوفيد 19 يسوء بدرجة غير مسبوقة فيما يعني انتشار أوميكرون، المتحور الجديد لكورونا، والدول تستعيد حذرها ويقظتها وتشدد الإجراءات الاحترازية؛ وموريتانيا، كغيرها، مهددة بالخطر، لاسيما في غياب سلوك جمعي أو آليات عامة تحد من التجمعات الجماهيرية التي لا يتقيد الناس فيها بالإجراءات الاحترازية، إضافة إلى ضعف مستوى التلقيح في البلد حيث يقل عن 20% على المستوى الوطني، حسب المعطيات المتوفرة لدينا.
ونذكر ببعض الأحداث لنحذر من تكرار نوعها:
- ساهم بدرجة خطيرة "مهرجان النصرة" المنظم في 30 أكتوبر من السنة الماضية في تفشي الموجة الثانية من الوباء في البلد.
- مهرجان دق " ناقوس الخطر" الذي نظمه حزب "تواصل" في 19 من الشهر الماضي أمام ساحة "المعرض الوطني" اختطفه فيروس كورونا خفية، وجعل منه مطية ركبها، كما يشير إلى ذلك تسارع وتيرة الجائحة بعيد التظاهرة الجماهيرية. وكنا قد انتقدنا حينها المسؤولين السياسيين في حزب "تواصل" على تنظيم تجمع جماهيري بذلك الحجم دون ضمان التقيد بالإجراءات الاحترازية اللازمة.
(انظر: " دق "ناقوس الخطر" تحول إلى خطر بالغ قد يتكرر مع "التشاور الوطني" المنتظر!")
وها نحن نعيد التنبيه الآن، والبلد على موعد قريب مع مهرجان حاشد دعا له حزب الاتحاد من اجل الجمهورية يوم السبت المقبل. ففي غياب ضمانات وقائية صحية فعالة، الأمر الذي يبدو لنا عسيرا جدا لئلا نقول مستحيلا، فإنه من الحكمة بمكان تأجيل المهرجان حتى تتحسن الظروف الصحية.
ولا شك أن قرارا جريئا كهذا ستكون له فؤاد سياسية أعظم من انعقاد المهرجان في تاريخه المحدد سابقا: سيظهر من خلاله مدى مسؤولية المعنيين بالأمر، لاسيما إن هم شرحوا مبرراتهم كما ينبغي ودعموها بحملة تحسيس صحية ضد جائحة كورونا، يدعون الناس فيها إلى الاقدام على التلقيح وإلى التقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية الأخرى. ولا مانع من أن يوظفوا الحملة كذلك في سبيل نشر خطابهم السياسي الذي كانوا ينوون بثه خلال المهرجان. بل ستكون أرضية سهرهم على الوقاية الصحية أكثر ملاءمة لكسب ثقة المتلقي وتوصيل رسالتهم السياسية إلى الجمهور.
وأملي كبير في أن يلقى هذا التنبيه آذانا صاغية لدى قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي القى في برامجه ورؤيته السياسية كثيرا مما اطمح إليه شخصيا بوصفي فردا مهتما بالشأن العام لوطني. وعلى رأس الاهتمامات التي ألتقي فيها مع الحزب تعاطيه الفعال مع الجائحة التي تهز العالم اليوم.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: