اليوم يحتفل الجيش الوطني بذكرى تأسيسه و يحتفل معه الموريتانيون بذلك و هي مناسبة لنهنئ القوات المسلحة بعيدها و نرجو لها مزيدا من التقدم و النجاح و المنعة و هي فرصة للتذكير ببعض الأفكار التي تتعلق بهذا المجال الحيوي و المهم و الحساس :
1 - يمثل الجيش بالنسبة لأي بلد مصدر اعتزاز و افتخار و يستحق على الواطنين كل المواطنين التقدير و الإكبار و الاحترام و الجيش في النظم الديمقراطية يقوم على مهمة جمهورية نبيلة حماية للبلد و حدوده و صونا للاستقرار و استحقاقه فهو بذلك مكون وطني هام للجميع و من الجميع و لا يقبل ديمقراطيا و جمهوريا أن يكون عنوانا طرفيا أو في موقع أو موقف منحاز في صراع سياسي أو مغالبة انتخابية ، و الجيش خيمة وطنية يلزم أن يتاح شرف الانتساب إليها للجميع دون تجيير عرقي أو فئوي و بعيدا عن المداخل الجهوية و القبلية .
2 - منذ 1978 أصبح الجيش الوطني أو قياداته أو بعض قياداته جزء من المشهد السياسي بصورة صريحة و معلنة ابتداء ثم على نحو دون ذلك من بعد و قد سبب ذلك مشكلة في الصورة و المكانة برزت أكثر في فترات توظيف قادة من المؤسسة العسكرية في أكثر من مناسبة سياسية و انتخابية و هو أمر انعكس على الحراك السياسي و ظهر في مصطلح " حكم العسكر " و خوطب العسكريون بما تسببوا فيه و لا يخفى هنا أن الإطلاق لا يناسب و حديث الدقة و الانصاف أسلم و أنفع.
3 - أدرك أن تداخلا بين السلطة و الجيش و الجيش و السياسة يكاد يكمل أربعة عقود لن يكون سهل الحل و لا سريع الحل و لست مثاليا في مثل هذا النوع من القضايا التي تحتاج عقلا و رزانة و تدرجا و لكن المهم أن ندرك و يدرك الجيش معنا أن السياسة ليست من مهامه و أن السلطة ليست شأنه ثم نشرع في تطبيق ذلك بعد إعلانه و تأكيده و يجوز في التطبيق ما يساعد على تحقيق ذلك دون انتظارية غير مبررة و لا عجلة مضرة.
على كل حال ليس من المبالغة القول إن السياسة أفسدت الجيش و أن الجيش أفسد السياسة و صلاحهما في انفصالهما و من بعد فالجيش محل تقدير و إكبار و احترام .
عيدا سعيدا و كل عام و قواتنا المسلحة في خير و عافية و مهنية
المصدر : صفحة جميل منصور على فيسبوك .
تصنيف: