كتب أحد شعرائنا الكبار المعروفين اليوم على الساحة الأدبية ـ الوطنية والدولية ـ نصا جميلا صالحا لأن يحل محل نص النشيد الوطني الراهن.. وهو يجاريه في الوزن والقافية ويتضمن أبياته الأربع الأولى.. والأهم من هذا كله، فإنه يدعو إلى ترسيخ الروح الإسلامية عبر محافظته على نسغ الصوفية الذي تتغذى عليه مقطوعة المرحوم بابه الشيخ سيديا.
وبهذا المزج الرائع ـ الرمزي واللفظي في الشكل والمضمون معا ـ بين القديم والجديد، يكون المؤلف ـ الشاعرالشيخ ولد بلعمش ـ قد وفَّق بين ضرورة استمرارية أحد الرموز الرئيسية المؤسِّسة للدولة من جهة، والحاجة الماسة إلى تحديثه من جهة أخرى. لأن هذا الرمز ـ أي النشيد الوطني ـ يفتقر في صيغته الحالية إلى إشارات واضحة إلى دولتنا الحديثة ومقوماتها : فلا هو يذكر البلد (موريتانيا).. ولا هو يستنهض الهمم من اجل بنائها الاقتصادي والاجتماعي.. ولا هو يدعو إلى الذود عن حوزتها الترابية واستقلالها... وهذا النقص الشديد في تعريف الوطن وفي إثارة الحس والحماس الوطنيين وفي استنهاضهما وتعبئتهما من أجل خدمة وطن واضح المعالم والدفاع عنه، هو ما عمل الشاعر ولد بلعمش على تصحيحه بأسلوب شعري أصيل يجمع بين المعاصرة والتقليد. ولا شك أنه موفق في مسعاه إن تم اعتماد اقتراحه. وذلك ما ندعوا إليه المشاركين في الحوار الوطني الدائر هذه الأيام في نواكشوط
البخاري محمد مؤمل
---------------------------------------
نص مشروع النشيد الوطني الجديد كما كتبه الشاعر الشيخ ولد بلعمش.
كن للإله ناصرا .. وأنكر المناكرا
وكن مع الحق الذي .. يرضاه منك دائرا
ولا تعدّ نافعاً .. سواءه أو ضائرا
واسلك سبيل المصطفى .. ومت عليه سائرا
***
بحبه ، بلادُنا .. ستحفظ الأواصرا
ويـــنــتشي نخيلها .. ويـــحضن المَحاظِرا
كمْ أنْجَبَتْ مُجَاهِدا .. و عَـــالِــــما و شَاعِـرا
الله أكــبــر الثرى .. يُوحِّد المشاعرا
بِـــعِــــلمِنا و فَهْمِنا .. سَــنُــفْحِمُ المُكابرا
بشــعبِـــنا و جَيْشِنا .. سـنهزم المَخاطِرا
بِــــفكرِنا وَ صَبْرِنا .. سَــنُـــــنْجِزُ الْمَآثِراومـــورتانِ دائِماً .. ســتســـكُـن الضمائِرا
ســــنفتديها بالدمـــا .. ونــصنع المَفاخِرا
فـقـد هدى أوَّلُنا بــــنُصحِه الأواخـــرا
ـ ـ ـ
كن للإله ناصرا .. وأنكر المناكراالشيخ ولد بلعمش
تصنيف: