تطورات جديدة في تمزق المعارضة، ابطالها ومجالاتها: الUFP، بيرم وانفراده ب"الحوار" وصراعه مع "حلفائه" ومع "فلام"

تتطور الصراعات القاتلة داخل هيئات المعارضة بشكل متسارع  ينذر باحتمال تفككها في أجل قريب وبإعادة ترتيب خارطة المشهد السياسي الوطني. من أشدها عنفا وخطورة ما يجري داخل حزب اتحاد قوى التقدم (UFP)، حيث بلغ الصراع ذروته  بين طائفتيه المتناحرتين الرئيسيتين: ولد بدر الدين والسيدة  كاداتا مالك جالو وأعوانهما من جهة؛ ومحمد ولد مولود وحلفائه، من جهة أخرى.

وقد أصدرت الطائفة الأخيرة بيانا شديد اللهجة وقعته الهيئة الاعلامية للحزب يتهمون فيه خصومهم، مشيرين إلى ولد بدر الدين والسيدة كاداتا دون ذكرهما بالإسم، قائلين :

"إن التصریحات الصادرة عن الشخصین المذكورین تدخل في سیاق حملة إعلامیة مسعورة لدعم وتمریر دعایات النظام في تعاطیه مع الأزمة الانتخابیة القائمة، و من ثمة فإنھا تثیر تساؤلات عدیدة حول الدوافع الحقیقیة لأصحابھا"

و,أكد البيان أن المتهميْن خرجا على الخط الرسمي للحزب : " وقد عبرت تلك التصریحات عن مواقف مناقضة للمواقف المعلنة رسمیا من طرف الحزب".

ورغم هذا الخرق الصارخ لقواعد الانضباط الحزبي- حسب لجنته الإعلامية، فإن البيان لم يتضمن أي  إجراءات تأديبية ضد المرتكبين ولا اي إشارة إليها. هل القيادة الحزبية- محمد ولد مولود والمقربون منه- ضعيفة و مترددة لحد يمنعها من معاقبة الطرف الآخر أو من الإسراع في اتخاذ قرار واضح وصارم  في هذا الصدد؟

 وأيا كان التأويل أو حسابات الطرفين، فإن الجميع على يقين أن تعايشهما داخل حزب واحد أصبح أمر مستحيل. هل ستنبثق التطورات الأخيرة في تناحرهما عن ميلاد تنظيم أو تنظيمات سياسية جديدة؟ وما هو أثر كل ذلك على تلاحم المعارضة  الذي ظل دائما حلما بعيد المنال؟

ولا تلوح في الأفق بوادر لتحقيق ذلك الحلم. بل من سمات ابتعاده المتزايد، المناورات السياسية التي يقوم بها بيرام الآن تحت راية الدعوة إلى حوار سياسي "يهدئ الأوضاع ويفك فتيل الأزمة" حسب قوله. ففي عرض مطول حول رؤيته، قدمه مساء أمس في إطار ندوة نظمها المركز العربي الإفريقي للإعلام، ركز  بطريقته  على أنه "الفاعل السياسي الوحيد الجاد في الدعوة  للحوار"، قائلا أن مرشحي المعارضة رفضوا الاستجابة علانية ويناقضون  انفسهم .. وأن النظام يناور بالقضية هو الآخر.

وفضلا عن الخلافات بينه مع مرشحي الرئاسة المتحالفين معه في رفضهم جميعا لنتائج الانتخابات،  اشار  بيرام إلى صراعات ناشئة بينه مع الزعامات السياسية المنحدرة أو المنتمية لطيف الأفارقة الزنوج.   وجاء ذلك في رده على سؤال  حول عدم ترخيص الدولة لأحزاب  مثل RAG التابع له ومنظمة سياسة موريتانية اخرى ذات صبغة افريقية زنجية. وهما  منبثقتان على التوالي عن " إيرأ" وعن "فلام". وقال إنه مصر على حصول التنظيمين على التراخيص المطلوبة. وألح على  دعمه للتنظيم الزنجي قائلا أنه يتقاسم معه نفس الجمهور ولا يمكنه تركه.. معترفا ضمنيا أن تنظيمه في منافسة قوية مع زعامات أطياف المعارضة الموريتانية ذات الصلة بحركة "فلام" وبفكرها. تنافس من المرتقب أن يتطور ويشتد علما أن أطرا من الأفارقة الزنوج ينتمون غلى إيرا متحفظون على تعاون بيرام مع "البعثيين" الموريتانيين الذين نال منصب نائب في البرلمان تحت راية حزبهم، " حزب الصواب".

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)    

تصنيف: 

دخول المستخدم