لقد نشأ "الراب" في موريتانيا كفن ضمن حراك الهامش، ممتعضا من هيمنة المركز؛ لذلك كان فنًا شوارعيا إلى أبعد الحدود يحمل هموم الشارع وتصورات أبناء وبنات "ابريميير" وغيرهم من ساكنة أطراف المدينة الهامشيين.
هذا الحراك الفني شهد ذروة عطائه مع فنانين اشتهروا في الوسط بتلوين أساليبهم واختلاف طرق تعبيرهم.
مَنْ مِنْ أبناء الهامش لم يسامر ليله بأغاني بابيس كيمي وفرانكو مان وسيلا أم سي، وأغنية "الشباب" لأولاد لبلاد و "عادي" وكذلك أغاني "كادير" الخالدة.
و "گاعده الگدام معدله الحالة" لميسكو، وغيرها من موسيقى "الهيب هوب"، وصولا إلى اسكايب ولد الناس كامله في أغنيته "اشردنا، و “Son œuvre maîtresse "Leyla...
وكذلك "مرحبَ" الذي امتاز بأسلوب خاص جدا لدرجة أن البعض قد يعتبره ساقطا ومنحرفا كأنه ترعرع في NWA كاليفورنيا، وعلى نفس المنوال. فقد عرف بأسلوب يتحدى عقلية الحياء السائدة تقليديا، أسلوب لا يخلو من عنف "الرابرز". فله "ديسات" ظلت راسخة في أذهان متذوقي "الراب" العنيف إلي الآن من أهمها (..)، والشيء بالشيء يذكر “Aaliyah” أو كما تسمي نفسها ليلي مولاي رسمت حروفا من ذهب علي الرغم من مشوارها القصير.
من أراد فهم ذهنية الجيل الجديد من أبناء هامش المدن، فعليه الإستئناس بالسير الفنية لهؤلاء: وثقوا سلوكيات واهتمامات واقعهم أحسن توثيق؛ من الحب والصراع والفقر والجهل، وواقع السجون وتهميش الطاقات الشابة، بحيث بات من الممكن اعتبار أغانيهم مرجعا في هذا الصدد.
كان بالإمكان فتح قوس أو ربما أقواس للحديث عن التحديات التي يواجهها المجددون مثل "اعلي باريك" و "سيدي كان" و "هامزو ابراين" ولكن بعد جهد كثيف لم أجد مع الأسف في قاموسي الموسيقي المتواضع ما يمكنني أن أصفهم به كما ينبغي.
وعلى صعيد آخر، وفي إطار تلك التحديات المتجددة وامتدادا لها، فإذا كان الشاب الموهوب الشيخ ريفليكس- من فرقة "أهلْ لخْلَ"- سيكمل طريقه منفردا، فعليه أن يبني على الإرث الذي ترك له عمالقة الفن الموريتاني وخصوصا رواد "الراب".
أمينْ حبيب
تصنيف: