بينما كنت أخوض معاركي الخاصة بشجاعة تامة وبجهود شخصية، دون الخضوع لعتو جبابرة تلك التوترات، وقعت في أخطاء أملتها الظروف و غذتها بخبث أجندات الشر الصامتة، فبالغت في الإساءة إلى بوعماتو في لحظات غضب و توتر.
وبنفس الشجاعة وبقلب سليم خالي من الحقد والضغينة أتوجه إلى ابن عمي رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو بالاعتذار عن كل ما صدر مني من تجاوز في حقه، حيث لم أعي جسامة الفعل إلا بعد صمته عني وعدم رده على إساءتي إليه مما أشعرني _حقا _ بالخجل و الندم على ذلك.
والانسان خطاء بطبعه و القلة من يمتلكون الشجاعة لمراجعة أخطائهم و الاعتذار عنها.
ومن هذا المنبر أستسمحه و أعتذر منه و أرجو أن يستجيب لهذه المبادرة بصدر رحب و أن نتجاوز ذلك الخلاف و نختم تلك المعركة التي لن ينتصر فيها سوى المرتزقة الذين يعيشون على إذكاء النعرات و نفث السموم بين الإخوة.
وكما يقول الشاعر:
بعضُ المعاركِ في خسرانها شرفٌ ** من عاد منتصرا من مثلها انهزمَا
إن الانتصار للذات و الركض خلف نزوات الانتقام يخلفان ظلاما قاتما في النفس، و التفرقة و العداء يجففان ينابيع الطهر في أرواحنا، كما أن الوطن يحتاج وحدة أبنائه و يستفيد من تراص جهودهم و تلك المعارك التي انخرطنا فيها قد غرر بنا و استغفلنا خلالها المرتزقة و المنافقون، يدفعوننا وإياك نحو جرف هار سيتولون عنا فور سقوطنا باحثين عن ضحايا جدد يقتاتون على إشعال فتيل الفتنة بينهم.. فلا نحن و لا الوطن من مصلحتنا ما جرى و ما سيجري.
و أدعو جميع الفرقاء إلى مبادرة صلح وطني تطوى خلالها ملفات الخلاف و يتطلع الجميع بعدها إلى إشراقات المستقبل.
أبي وابن عمي محمد ولد بو عماتو مهما كانت طبيعة ردكم على هذا الاعتذار تقبل مني خالص الود و كامل الاحترام.
بدر الدين ولد عبد العزيز.
تصنيف:
