مؤسس حركة "النهضة" ـ المرحوم احمد باب ولد احمد مسكه ـ المعروف برفضه "القهر الحضاري" اتخذ من تحريك الفكر سبيلا للعمل و نهجا أدبيا طيلة حياته.. وها هو يواصل حتى بعد مماته، حيث يستنهض اليوم قرائح الأدباء وهو يرقد في قبره .. تغمده الله برحمته الواسعة وادخله فسيح جناته...
إذ نرى الشاعر الكبيرالشيخ ولد بلعمش يخاطبه في مقطوعته " انهضْ أَبَا التحريرِ ..." وهي من أحسن ما قيل في رثائه.. مذكرا بمشوار المرحوم النضالي الثري وبعمقه الفكري وغزارته الأدبية...: وأثر كل ذلك في نفسه هو ، حيث يقول :
:
" كاد اضطرابُ الموجِ يَحرِفُ مِقْوَدي ** دافعتُه صبراً وكنتُ بِمُفْردِي
أبحرتُ والألق البعيدُ يصيحُ بِي ** أسرِعْ وأومَأت النجوم إِلى غَدِي
مَا بيْنَ رَيْحانِ السِّنينِ وجَمْرِهِا ** طافتْ بِيَ الخُطُواتُ حولَ الفَرقَدِ
حبرُ القصيدةِ ما يزالُ عَلى فَمِي ** والمشعلُ الوضّاءُ يَخفِقُ فِي يَدِي
هذا الثَّرى منْ مُفرداتِ قَضيَّتِي ** هذا اللثامُ وِشاحُ قلبٍ مُجهَدِ
عانقتُ أودِيَة الجياعِ بِسُنْبُلِي ** وملأتُ بالأشواكِ دربَ المُعتَدِي
ذكرى القوافلِ منْ مدادِ خريطتِي ** والريحُ عاتِيَةً مثالُ تَمرُّدِي
وتُرشُّ هامات الشعوبِ بثورتِي ** ويطيبُ فِي حضنِ الأمومةِ مَرقَدِي
انهضْ أَبَا التحريرِ صنوَ أسودِه ** لا تبتعدْ عنَّا ولستَ بِمُبْعدِ
أَتُرى مللتَ الهادئينَ تقيَّةً ** أمْ أنَّ (بُوياكِي) اصطفاكَ بِمَوْعدِ؟ !
حدِّثْ بني الأوطانِ عنْ وَمَضاتِها ** حُلماً وعنْ شَرَفِ الخُلودِ الأمْجَدِ
ما كانَ أشرفَ (لاَ) وأَصعبَ قولَها! ** للهِ درُّكَ منْ شُجاعٍ سَيِّدِ
انهضْ فهذا الليلُ يُبْرِمُ كيْدهُ ** ولَنَا الأعادِي قاعدونَ بمرصَدِ
قُلْ للمواجعِ والظنونِ توقَّفِي ** قُلْ للسواعدِ والقلوبِ توحَّدِي
حدِّثْ عنِ (القهر الحضاري) وافدًا ** واضربْ لهُ مَثَلاً يَعيهِ المُهتَدِي
وَ أَسِلْ دموعَ الشوقِ ‘' كافاً'' راقِيًا ** عندَ الحنينِ إلى الديارِ وَ أَنْشِدِ
عَطِّرْ بروحِ الوعيِ كُلَّ صحيفةٍ ** حرِّضْ على العصيانِ كُلَّ مُقيَّدِ
فَبِمَا رحمتَ عليكَ رحمةُ ربِّنا ** بُوِّئْتَ فِي الفردوسِ أشرفَ مقعدِ
الشيخ ولد بلعمش
المرحوم احمد باب ولد احمد مسكه المسمى "ابا التحرير" في قاموس الشا عر الشيخ ولد بلعمش
تصنيف: