قرأت ردا على "المفكر الإسلامي"، لكاتب يعبر عن وجهة نظر الإخوان. وقد سررت بمناقشته للأفكار، دون أن أتفق مع مجمل ما ذهب إليه، فهذه أول مرة يجنح فيها القوم إلى نقاش هادئ بعيدا عن السباب، وهذا ما أصبو إليه. فقد آن للنخبة الموريتانية أن تناقش، بمنهج معرفي، التاريخ الفكري والتنظيمي لحركة الإخوان المسلمين، وغيرها من الحركات السياسية الأيديولوجية التي غزت البلاد في فترات مختلفة من تاريخها. لقد أصبحت حركة الإخوان من التاريخ، مثل الماركسية تماما، بعد أن استلمت السلطة وفقدتها، وانفضت الجماهير من حولها حين انتهى تطورها الفكري إلى تبني المقولات الليبرالية في الفصل بين الدعوي والسياسي، ولم يتميز أداؤها، رغم قصر التجربة، عن أداء الأنظمة التي أسقطتها بمساندة القوى الاستعمارية...
أما قول الكاتب.." و ما عسيت أن الكنتي يهاجم الكتاب كتاب القرضاوي] و كاتبه نظرا بعين الشفقة إلى جهاد المتطرفين ." فعساه لا يدخل في نطاق قوله تعالى.." ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا." فالمتطرفون خرجوا من عباءة الإخوان، وفتاوى القرضاوي هي التي أسست لجهادهم ضد المسلمين. ولا تزال قيادات الإخوان تدعوا إلى الجهاد في سوريا حيث يتناحر المتطرفون. ولعل الكاتب الكريم لم ينس مؤتمر القاهرة أيام حكم الإخوان الذي أوجب النفير على كافة المسلمين، مع المتطرفين، إلى سوريا. ولعل الكاتب قرأ رد الكنتي – الدكتور الددو يقتل الأسد- على تنظير الددو للجهاد في سوريا مع التطرفين، على قناة الجزيرة، بعد المؤتمر المذكور، الذي جاء فيه بنظرية جديدة في الجهاد، مثل القرضاوي، تقول إن الجهاد في سوريا لا سبي فيه ولا غنيمة؛ والسبي والغنيمة من خصائص الجهاد!!!
تمنيت لو استشهد لنا الكاتب بنص للقرضاوي يثبت رأيه بفرضية الجهاد... أما تصدير الكتاب بآيات الجهاد فهو منهج في التأليف يورد حجج الخصوم لنقضها.... ويكفي القرضاوي تناقضا في مسألة الجهاد أنه يحرض عليه ضد حكام المسلمين، ويسقط فرضيته ضد المخالف في الملة!!!
صدق أحد الأصدقاء حين حذرني.."لا يستطيع الإخوان اتهامك بالكفر، لكنهم سيتهمونك بالتطرف." وهذا أول الغيث.
تصنيف: