المقاومة السياسية ضد الاستعمار الفرنسي: كيف يناور الأمير التروزي محمد الحبيب ويصارع الجنرال فيديرب ( وثيقة تاريخية)

كانت حرب الترارزة مع الفرنسيين قد استمرت أربع سنين حيث بدأت في الأيام الأخيرة من سنة 1854م وقد خاضها الأمير محمد الحبيب ضد منظر الحملة الإستعمارية الجنرال لويس فيديرب الوالي الفرنسي في مدينة سان لويس السنغالية. وكانت حرب مجابهة وحرب استنزاف معا حيث حرص الطرفان على أن يلحق كل منهما بالآخر ما بوسعه من الضرر وقد أمعن الفرنسيون في استعمال سياسة الأرض المحروقة في أراضي الترارزة. فأرسل فيديرب سرايا مارست التخريب ضد قبائل الترارزة الكحل على ضفتي نهر السنغال. وقام محمد الحبيب بهجوم على سان لويس في 21 أبريل 1855 شارك فيه هو نفسه وكاد يستولي على قلعتها الحصينة. ولدعم موقفه العسكري، وقام أمير الترارزة محمد الحبيب بمنعه رعاياه من بيع العلك للفرنسيين للضغط عليهم وفي المقابل قام فيديرب بحظر بيع الأقمشة والزرع للترارزة على طول النهر. وبفرض حصار على المحيط الأطلسي حتى لا يحيي الترارزة مرسى الجريدة (بورتانديك) التجاري وبالتالي يتعاملون مع الإنجليز

وقع الجانبان إتفاقية سلام يوم 20 مايو 1858 
أغضب الإتفاق التروزين وسموا هذا الصلح "اجْبيرْ واوْ" و"جْبيرْ" تصغير "اجبارْ" أي الصلح، أما "واوْ" فكلمة ولفية تعني نعم. يريدون أن الأمير محمد الحبيب كان يقول "نعم" 
لأن من أهم بنود هذا الإتفاق إعتراف الأمير محمد الحبيب بالحماية الفرنسية للسنغال و التنازل عن شمامة وكايور وهما منطقتان سنغاليتان طالما ظلتا تحت الحماية التروزية.

لكن الأمير محمد الحبيب كان يرى بنظرة السياسي الحريص على دولته والعسكري المدرك لقوة خصمه ففضل التنازل عن جزء للحفاظ على الأهم لأنه كان يخوض حرب مواجهة طويلة الأمد دامت أربع سنوات وحشدت لها فرنسا كامل قوتها العسكرية في المنطقة وليست معارك مباقتة صنفت على أنها مرحلة المقاومة الأصعب و الأشرس حيث تمكنت من صد الفرنسيين و أجبرتهم على التراجع عن مخططاتهم لدخول البلاد قرابة نصف قرن 
وهذا نص إتفاقية الصلح بين الأمير محمد لحبيب رحمه الله والجنرال لوي فيديرب

المصدر : صفحة المختار براهيم السيد على فيسبوك

 

تصنيف: 

دخول المستخدم