المرأة الموريتانية والإعلام

تعاني المرأة  الموريتانية عموما حيث  ظلت  تحت وطأة غبن قديم متجدد تختلف آلياته وتجلياته ، وتتنوع باختلاف  السياق الزماني والمكاني ، 

وتمثل المرأة أكثر من 52 في المائة من مجموع سكان موريتانيا.

 وكان للمرأة الإعلامية نصيبها من عدم اللحاق بركب التنمية حيث ان العقليات السائدة في المجتمع ظلت تنظر إلي الصحفية من اعلى وكأنها بممارستها هذه المهنة تخرج على المألوف، هذا بالرغم من وجود أصوات نسائية متميزة واكبت نشوء الدولة ولذلك  فإن تواجد المرأة في وسائل الإعلام من حيث الكم والكيف ظلت دون مستوى تواجد الرجل في هذا المجال. ولذا فان  البعد الإعلامي  ينضاف إلى باقي الفضاءات التي تجسد تجليا للعدالة المنقوصة  حيال جنس يتطلع  إلي تحرر مستحق.

وبناء علي ندرة المصادر في هذا المجال وحيث إننا لم نتوصل  بتوصيات من قبل الدولة ولا من قبل المهتمين تكون لنا مرجعية في الموضوع فإننا نبقي ضمن حيز قدراتنا الذاتية.

وقد قامت شبكة الصحفيات الموريتانيات بدراسة تناولت فيها بالتفصيل تواجد المرأة داخل الحقل الإعلامي، و تبرز الأرقام تفاوتا كبيرا بين الجنسين كما يظهر من المعطيات التالية :

 العدد الكلي للإعلاميين : 1072 ؛ الرجال : 730ـ (أي : %68 ) ؛  النساء : 342 ـ  (أي : %32 ).

وتكشف نتائج هذا الإحصاء التشخيصي بوضوح  فروقا شاسعة بين الجنسين، سواء تعلق الأمر بالكم ـ كما تبين الأرقام ـ أو بالكيف، حيث يقتصر تواجد النساء في الغالب علي تقديم  النشرات والبرامج التي تهتم بواقع البيت وحشرها ويتناقص حضورها كلما اقتربنا من البرامج الثقافية والحوارية والطاولات المستديرة...إلي آخر ذلك من الأجناس الصحفية التي تتطلب كفاءة وتكوينا معتبرين.

وفي هذا الإطار  سنقتصر علي إبراز العراقيل التي تحول دون وصول المرأة إلي المكانة اللائقة بها في هذا المجال،  وكذلك سنحاول إبراز مجموعة من التوصيات انطلاقا من الحاجة الماسة إلي وجود صحفية قادرة علي طرح المشاكل والدفاع عنها بقوة.

 

بعض العوائق:

من أهم ما يشكل عثرة في سبيل المرأة الإعلامية و يحد كثيرا من مزاولة النساء لهده المهنة العوائق التالية :

- النظرة التقليدية للمرأة( صوت المرأة عورة)

- تدني مستوي التعليم

- نقص التكوين 

- إهمال الأشخاص المجربين في الميدان

-  عدم وجود ترسانة قانونية تدعم تواجد المرأة في هذا المجال

- عدم مراعاة مقاربة النوع في الوظائف داخل المؤسسات الإعلامية

- الاكتتاب العشوائي للعمال (حسب مزاج القائمين).

 

توصيات:

- توعية المرأة الصحفية حتى تهتم بمضمون المهنة أكثر من اهتمامها بشكلها

-  تعزيز قدرات الصحفيات عن طريق التكوين المستمر

- وضع معايير موضوعية للاكتتاب عموما ولاكتتاب الصحفيات بشكل خاص

- توعية الصحفيات والصحفيين حول احترام قيم ودين المجتمع...

وبصفة عامة فإن واقع المرأة الإعلامية في هذا البلد يتطلب كثيرا من التمعن والدراسة والحاجة إلى التشخيص, هذا ما حاولنا الإشارة إليه في هذه الورقة المتواضعة، و نحن نعلم ضرورة القيام بتفكير أكثر دقة و عمقا. و هذا أمر نرجو أن ينال قسطا هاما من عمل الباحثين و من اهتمام من هم معنيون باتخاذ القرار.       زينب بنت الجد كاتبة صحفية

تصنيف: 

دخول المستخدم