اللكمة الثالثة.. "وخْيَرتْ" بها...

ثلاث لكمات قوية في ظرف أسبوع واحد تصدر عن وزير سابق وسفير حالي يوجهها لنا -أو على الأصح لمؤشر هام يتعلق بأداء منظومتنا السياسيةǃ

وكأنه ملاكم يصارع بمفرده ظاهرة متفشية وهو وحيد على زورق شراعي يسير ضد تيار جارف.

 فعسى مركبته أن لا تنحرف بفعل أمواج القبلية العاتية التي تعصف رياحها بالرمال المتحركة ل"بلاد السيبه" منذ زمان بعيد على غرار تنقل سكانها الرحل، الذين تعودوا كثيرا، أطرا ومواطنين، النمط العشائري لحد حال دون إدراك جلهم لمغزى الدولة المركزية الحديثة وما يترتب عليها من ثقافة ومسلكيات مدنية .

 و الضربات الثلاث دونها المؤلف  على الفيسبوك تبعا لتسلسلها الزمني، وسماها على  النحو التوالي :

  • "بخصوص إقحام القبيلة في المشهد السياسي الموريتاني"، نشر في 11 مارس 2018؛
  • "علاقتي بالقبيلة"، نشر في نفس اليوم من نفس الشهر؛
  • "في سجل المباح من القبلية"، نشر منذ ساعات، أي صباح اليوم.

اللكمة الأخيرة غير مألوفة شكلا ومضمونا؛ لأنها ترفض بشكل بناء واقعا معاشا على نطاق واسع، حيث تنبئنا في كلام عميق مختصر وفي اسلوب قصصي شيق بعدم حتمية تحكم المنطق القبلي خلافا لما تعودناعليه. 

البخاري محمد مؤمل

-----------------------

" في سجل المباح من القبلية

و بعد تعيينه في منصب حكومي هام جاءه ضمن حشود المباركين له وفد رفيع المستوي من أعيان عشيرته فقال قايلهم اننا فخورون بتعيننيك في هذه الوظيفة السامية و ممتنون للقيادة لهذه اللفتة الكريمة تجاهنا فاخذ صاحبنا الكلام و حمد الله و اثني عليه ثم شكر القوم على سعيهم وقال لهم ان تعيينه جاء ثمرة لعمله السياسي الذي لم يخلطه طيلة مساره و لا ايام انتظاره الطويل بعلاقته الحميمة مع قومه و انه بقدر ما يحبهم في الله يطلب منهم تفهمه ان لم يستطع ان يلبي مطالبهم المحتملة و ان كل ما بامكانه الالتزام به لهم هو انه لن يظلم احدا في حقه المشروع او باستبداله في عمل او لمصلحة بابن عمه و ان ذلك قد يكون من موجبات "وخيرت " التي تعودوا على سماعها ..

بقلم السفير عبد القادر ولد محمد

تصنيف: 

دخول المستخدم