الفقيه الشيخ ولد الزين يحث الرئيس على الحزم في أسلوب اتخاذ القرار

فخامة الرئيس ،

{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }، (آل عمران).

من طبع الحياة أن تقحم الإنسان  في مواقف قد تتباين فيها تصورات وآراء  الناس من حوله. وتعلمنا السيرة النبوية والقرآن الكريم الموقف المناسب في مثل هذه  الأمور عندما تتجاذب الناسَ الآراءُ  والأهواءُ.
في غزوة الحديبية عندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم مصالحة قريش على الرجوع عن الحج ذلك العام، تباينت آراء الصحابة حتى هم بعضهم أن يقول ما لا يجوز قوله. بل قال بعضهم :

" كيف تعطى الدنية في ديننا؟"

ولقد هم لذلك النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال لأم المؤمنين أم سلمة:

"ويح صحبي آمرهم فلا يستجيبون ؟"

 فاشارت عليه :

"أن احلق رأسك فسيتبعونك عندما يروا عزمك على الأمر!"

وجاء القرآن الكريم مؤيدا موقف النبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى :

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران)

وفى عهد أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ عندما أراد محاربة المرتدين مانعي  الزكاة ، لم يوافقه أغلب الصحابة  حتى أن عمر بن الخطاب لم ير رأيه في أول الأمر حتى قال أبو بكر قولته الشهيرة :

 "والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونها لرسول الله لقاتلتهم عليها "

 عندها  قال عمر رضي الله عنه :

" الحمد الذى شرح الله صدري لما انشرح له صدر ابى بكر"

 يعلمنا القرآن الكريم أن اتخاذ الموقف في الأمور الجمهورية التي تهم عامة المجتمع يمر بمراحل :

  •  أولأ: عرض الأمر على  الجمهور للتداول والنقاش والحوار 
  •  ثانيا: أن يتم مناقشته من طرف الخاصة وفى غرف مغلقة 
  • ثالثا : إن يتم اتخاذ القرار. 

عندها لا يجوز التخلف ولا الخروج عن القرار لما في ذلك من إضعاف للأمة وتشويش على العامة...لإنه لا يضر الأمة شيء  أكثر من تردد قادتها في اتخاذ القرارات المناسبة وفى الأوقات المناسبة .

من المهم بيان أن الشورى على القول الراجح مُعْلِمة لا مُلزِمة: بمعنى أن القادة ليسوا ملزمين دائما برأي العامة إذا  تبينت لهم مصلحة راجحة في أمر معين .
من المهم كذلك بيان أن تباين الناس في تقدير الأمور  لا  نكير  فيه ولكن النكير عندما لا تعطى لغيرك الحق في اتخاذ موقف قد لا تراه سائغا ولكنه يراه الحق الذي لا وراءه صواب.

وقد قال الشاعر  قديما:

"إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة     فإن فساد الرأي أن تترددا"

 

الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الإمام 
عضو  المجلس الإسلامي الأعلى

تصنيف: 

دخول المستخدم