تشهد موريتانيا منذ فترة نقاشا واسعا وساخنا في بعض الحالات حول تغيير العلم الوطني. ويبرر دعاة التغيير موقفهم بضرورة أن يرمز العلم الجديد لتاريخ المقاومة وتخليد الشهداء وإلى أن يساهم عبر دلالاته في تنمية الروح الوطنية وبلورتها.
ويدعو هؤلاء كذلك إلى أن يكون العلم نابعا من إرادة الشعب مبررين بذلك عرض مشروع العلم الجديد على استفتاء الشعب باعتبار أن الشعب هو الحكم الفيصل. وقد صوت الشعب فعلا في يوم 5 من الشهر الجاري لصالح تغيير العلم الموريتاني. وهذه هي اول مرة سيتغير فيها علم البلد منذ تأسيس الدولة عام 1958.
وفي الطرف المقابل يرى المعارضون أنه لا ينبغي تغييرالعلم باعتبار "العلم أحد الثوابت المؤسِّسة للدولة التي لا تتغير"- حسب رأيهم.
ودفع بنا التفكير في هذا البرهان القائل بأن "العلم من الثوابت التي لا تتغير" إلى البحث في تجارب الآخرين. وفوجئنا بان معظم الدول إن لم يكن جميعها - وخاصة الدول ذات الحضارات العريقة - غيرت جميعها علمها وبوتيرة مذهلة أحيانا. اخترنا من بينها مصر كمثال. واقتصرنا على التغييرات التي شهدها علمها خلال القرن العشرين. وقد بلغ عددها ست تغييرات - أي بمعدل 1 تعديل في أقل من ربع قرن؛ بينما تبلغ وتيرة تغييرات العلم في موريتانيا 1 تعديل لأكثر من نصف قرن.
ويظهر هذا الفرق الكبير نسبيا في الوتيرة بين البلدين من خلال الصور التالية المتعلقة بتطورات العلم المصري، كما يتبين من عنونة هذه الصور والفترات المتعلقة بها أن التغييرات لم تقتصر على العلم فحسب، بل شملت أيضا اسم الدولة المصرية الذي تغير سبع مرات خلال نفس الفترة الزمنية.
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: