كانت موريتانيا المعلومة قد ذكرت في ورقة اخبارية سابقة أن السيد السفير الفرنسي في نواكشوط السيد جوئيل مايير قام بتكريم الأستاذ الجامعي والباحث الموريتاني محمد ولد بوعليبه بن الغراب . ووقع ذلك في حفل رسمي نظم يوم الخميس الماضي الموافق لـ 23 من شهر مارس 2017 وكان في إطار الأنشطة المخلدة لأسبوع اللغة الفرنسية والفرانكفونية وتمثل التكريم في تسليم الاستاذ الموريتاني وسام فارس في مراتب أوسمة المَجْمَعِيِّين Palmes académiques
رجل أدب وعلم كامل
وفي كلمة له خلال الحفل المنظم بالمناسبة في المعهد الفرنسي أثنى السفير على صاحب التكريم الثقافي والعلمي الذي وصفه بأنه شخصية موريتانية تجسد تماما (الفرانكفونية التعددية التي نحبها أيما محبة" ثم عدد بعد ذلك السيد مايير مناقب وأعمال محمد ولد بوعليبة مركزا علي حبه للغات وللآداب ونقدها وبشكل خاص اللغة الفرنسية ملخصا سيرة الأستاذ الجامعي ذي القيمة العلمية الكبرى و" المناضل في مجال الآداب والكتابة". ثم أشار بعد ذلك إلي الروابط القديمة التي تربط الأستاذ المكرم بفرنسا التي تابع فيها الدراسة لنيل الدكتوراه من الصوربون بعد "أن تشبع من هذه الثقافة المزدوجة التي تميز موريتانيا المعاصرة بثقافة عربية-بربرية وثقافة ناطقة باللغة الفرنسية ومحبة لها .
ثم تابع سعادة السفير جوئيل مايير مخاطبا محمد ولد بوعليبة : "إنكم رمز العلاقات الدقيقة القائمة بين عائلتكم التي تنحدر من قبيلة من أهل الشوكة وعائلتكم بالتبني التي هي أقرب إلي الزوايا ألا وهي عائلة التعليم ونقل المعارف. لقد حررتم الأطروحة التي قدمتم باللغة الفرنسية، وأنتم الأستاذ المتقن للغتين الفرنسية والعربية، حول المؤثرات الخارجية (الفرنسية) علي النقد العربي الحديث."
مثقف مناضل من أجل نشر الآداب والعلوم
بعد ذلك توجه سفير فرنسا إلي الجمهور الغفير الذي حضر الاحتفال مذكرا بأن ولد بوعليبة "هو رجل آداب وعلم مكتمل وقد ظل دائما يهتم بشكل أوسع بالمظاهر المختلفة للتراث الموريتاني وثرائه وذلك ما جعله خبيرا معترفا به ورُبَّان سفينة علم" وعن حيويته يقول السفير: " إن الأستاذ بوعليبة وانتم تدركون ذلك مثقف مناضل من أجل نشر الآداب والعلوم بالمعنى الواسع للكلمة. وفي هذا المضمار نذكر بأنه عضو مؤسس في جمعيات مختلفة كرابطة الكتاب الموريتانيين باللغة الفرنسية، وهي الرابطة التي يرأسها منذ يناير 2016 والرابطة الموريتانية للنقد الأدبي التي تهدف إلي تثمين الآداب والفكر الإنساني. وهو كذلك عضو في رابطة الكتاب الموريتانيين منذ زمن طويل."
وقد ذكر سعادة السفير بعض الأعمال الكثيرة للأستاذ الباحث وهو مؤسس دار للنشر جسور وخاصة ترجماته إلى اللغة العربية لكتب فرنسية مخصصة لموريتانيا في مجال العلوم الإنسانية، وأشاد ب"الفرانكفوني المحب للغة الفرنسية النبيه حقا لا تكلفا والذي خصص جزءا من حياته للغتنا وأفكارنا ولتعليمها ونشرها ولإشاعتها في موريتانيا دون أن يطلب جزاء علي ذلك ودون أن يتنكر للغة العربية" ثم ذكر سعادته الحاضرين قائلا: " لهذه الأسباب مجتمعة ولغيرها مما لم أستطع ذكره هذا المساء أرادت الجمهورية الفرنسية أن تشهدكم نهارا جهارا علي اعترافها له بالجميل وعلي إعجابها به."
في نهاية الاحتفالية سلم سعادة السفير جوئيل مايير للأستاذ محمد ولد بوعليبة بن الغراب باسم وزيرة التهذيب والتعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية الفرنسية هذا الوسام وسط تصفيق حار من الجمهور.
تصنيف: