التوافق السياسي: عفا الله عما سلف...

قال المحاضر إن أحسن فترة للتوافق السياسي عاشتها موريتانيا كانت بعد الاستقلال، في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي. وأن القبلية تراجعت كثيرا إلى أن وصل العسكر إلى السلطة. ورد حديثه في إطار ندوة حول "العلاقة بين التوافق السياسي والاستقرار في موريتانيا" نظمها عشية يوم أمس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية.

وبوصفي مشاركا، علقتُ على كلامه، قائلا:

"الأرقام تعزز ما قلتَه حول التوافق السياسي بدرجة مذهلة: مرشحو السلطة الحاكمة في الانتخابات لم يكن يوجد لهم منافسون ويحصلون على نتيجة تساوي دائما 99.99% ، سواء في الرئاسيات أم في الانتخابات النيابية. كما أن عشرة أفراد كان بإمكانهم التصويت نيابة عن أكثر من ألفين ناخب."

ولو لا أن الوقت كان ضيقا لسردتُ وقائع عملية انتخابية كنتُ أحد ابطالها، وهي تؤكد الأرقام الآنفة الذكر (اضغط هنا

أما فيما يعني تراجع القبلية في تلك الفترة، فقد ذكَّرتُ بأن حرب الصحراء هي التي أعادت الظاهرة إلى الواجهة بقوة قبل وصول العسكر إلى السلطة، حيث أصبح آنذاك المنحدرون من قبائل "أهل الساحل" موضوع تهمة بالتواطؤ "مع العدو".  وإن لم تخني الذاكرة، فإنني اعتقد أن كلمة "القبيلة" أضيفت آنذاك إلى شكلية بطاقة التعريف بوصفها خانة من الهوية الفردية ينبغي ملؤها من طرف السلطة المعنية بإصدار البطاقة. هل كان لتعديل الشكلية علاقة تربط الحرب بالهوية القبلية؟ ربما... والله تعالى اعلم.  

ومهما كان الجواب  فعفا الله عما سلف.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم