جل المراقبين يتوقعون فوزا ساحقا للحزب الحاكم في الاستحقاقات القادمة..
وفي هذه الحالة يتساءل البعض : ما هو مصير أحزاب الموالاة الأخرى واحزاب المعارضة التي تصنف "معتدلة" أو "محاورة" ؟
غير أن السؤال الكبير الذي يشغل بال أكثرية الموريتانيين هو:
كيف سيتصرف المعارضون المتشددون الذين عودنا في السابق جلهم على المقاطعة والخطابات النارية؟
هل سيعودون الى ركوب مطية "رفض نتائج الانتخابات" وركوب شعار "ارحل"؟
أم أنهم سيحاولون لبوسا سياسيا جديدا؟ وفي أي ورشة سيتم تصميه؟ وهل عارضو الأزياء الذين شاهدنا خلال الاستفتاء الدستوري الأخير هم نفسهم من صمموه وهم من سيعرضونه؟
ام أن هؤلاء سيجترون خطابات قديمة مكتفين بلبس "ادراريع" سبق لهم أن ارتدوها والسخرية بادية على وجوههم؟ أم أن التجربة اظهرت لهم ضعف تجاوب الموريتانيين مع السخرية السياسية حينما تكون صادرة من القادة ولا تأتي بجديد؟
وأيا كانت الإجابات، وأيا كان الفائز أم الخاسر في الاستحقاقات المقبلة، فليعلم جميع الفاعلين السياسيين أن عدم الاستقرار السياسي يشكل افضل تربة لنمو الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والانفلات الأمني بشكل عام. وثقتي كبيرة بأنهم سيعملون ما بوسعهم لئلا تقع موريتانيا من جديد في مرمى العصابات الإرهابية.
فليبق دائما حاضرا في أذهاننا جميعا، أن التهديد الإرهابي منتشر في منطقتنا بدرجة مخيفة ومخيم على بلادنا بقوة هو وغيره من المخاطر. وعلى نخبنا أيا كانت أن تتصرف بحكمة حتى نتمكن من رفع هذه التحديات بشكل يعزز المكاسب الأمنية ويحافظ على الاستقرار السياسي للبلد .
الأمر الذي يتطلب من القادة السياسيين ومرشحيهم أن يتحلوا بروح رياضية تتمثل في قبول الهزيمة في الاستحقاقات الانتخابية واحترام الخصم الفائز والاعتراف بجدارته، هذا مع مزاولة حقهم في تقديم طلبات بالطعون وفقا للنصوص القانونية الجارية إن دعت الحاجة لها. ومهما كانت النتائج ينبغي سد الأبواب امام كل عمل أو تصرف من ِشأنه أن يمس باستقرار البلد. وبصورة خاصة ينبغي الحذر والامتناع عن تهييج الشارع.
عقيد ركن متقاعد: البخاري محمد مؤمل
تصنيف: