استئناف الدروس في فاتح سبتمبر: سنة دراسية، إما بيضاء أو صفراء.

تم الإعلان رسميا منذ وقت قليل عن استئناف الدراسة في فاتح شهر سبتمبر المقبل ومواصلتها خلال شهرين بعد ذلك، وعن افتتاح السنة الدراسية المقبلة 2020-2021 مع منتصف شهر نوفنبر 2020؛ وقد تعاقب على شاشات التلفزيون عبر "قناة الموريتانية" كل من وزير التعليم الأساسي ونظيره المكلف بقطاع التعليم الثانوي معلنين الخبر ومذكرين وملحين على ما قيم به من إجراءات بغية توفير خدمة التعليم عن بعد مواكبة لتداعيات وباء كورونا.

ومن الواضح أن السلطات تعمل جاهدة بغية تفادي سنة دراسية بيضاء. لكن، لكوني مهتما كثيرا بهذا الموضوع بوصفي ابا لتلميذين - واحد في السنة الاخيرة من الإعدادية وتلميذة في الإبتدائية- فإنني لا أرى شيئا لحد الآن يضمن تحقيق هذا الهدف بشكل مرضي. فجائحة كوفيد 19 ما زالت تنتشر في البلد بوتيرة متزايدة بشكل خطير؛ ولا أحد يدري متى ستتراجع. مما قد يدفع من جديد إلى تأجيل الدروس، بمعنى أخر: سنة دراسية بيضاء 2019-2020 لا مفر منها في هذه الحالة.

وحتى إن توقف انتشار الوباء، أو تم التحكم في مساره، فالخسارة التعليمية والتربوية لا يعوضها ما تم الإعلان عنه: محاولات التعليم عن بعد كانت بعيدة كل البعد من أن تفي بالغرض المنشود. (انظر: "ستئناف الدراسة في موريتانيا عبر "تعليمي".. وحيرة آباء التلاميذ.." )، كما أن مدة شهرين  من الدروس الموعود بها فترة قليلة جدا لتعويض برنامج اربعة اشهر بقيت فيها المدارس مغلقة.

أضف إلى ذلك أن إجراء الامتحانات في ظروف خاصة غير مسبوقة كالتي تم الإعلان عنها منذ قليل يثير مخاوف كثيرة: سواء من حيث مشاكل التنظيم أو من حيث المردودية فيما يخص النتائج، علما أن التلاميذ تلقوا هذا العام أقل من نصف البرامج السنوية المقررة وبشكل متقطع وفي ظروف نفيسة واجتماعية متازمة بسبب الحجر وتداعياته والخوف من العدوى.

وفي هذه الظروف، فإن أقل ما يقال عن السنة الدراسية الحالية، إن تم استئناف الدراسة بعد ثلاثة اشهر-  كما هو مبرمج، أنها ستكون  سنة صفراء.. وليس بالمعنى الذي جاء في سورة البقرة : " (...) صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ".. بل على العكس تماما، بالمعنى الذي يشير إليه اللون الأصفر في لغة قانون الطرق:  مخاطر جسيمة تخيم على نهاية العام الدراسي. ولا تلوح في الأفق مع الأسف مؤشرات واضحة تدعوني إلى الأمل فيما يعني تجاوزها.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم