احتلال العراق جريمة ضد الإنسانية .. ولن يستقر العالم إلا بإزالة نتائجه !! (بيان)

في مثل هذا اليوم ، العشرين من مارس / آذار 2003، أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذ جريمتها العالمية بغزوها للعراق واحتلاله ، بالشراكة مع حلفائها الأطلسيين والصهيونية العالمية وإيران الملالية الصفوية ، وبتحريض وتمويل ودعم كامل استخباراتي و لوجسستيكي وإعلامي من أنظمة الرجعية العربية العميلة والغبية.  لقد كان غزو العراق أكبر جريمة ترتكب في تاريخ الإنسانية ؛ حيث تسبب في إبادة عشرات الملايين  من النفوس البريئة وتشريد الملايين ، وتحطيم تاريخ البشرية  وخزان حضارتها القديمة ،والقديمة جدا، التي يعتبر العراق مهدها. ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن ذريعة ، وإنما منذ استلم حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة في العراق في ثورة 17- 30 تموز / يوليو 1968  وهي تخطط لهذا العدوان ردا على قيام الثورة بتصميم مشاريع قومية استيراتيجية في العراق، مثل تأميم النفط والسيطرة على ثروات البلاد واسترجاعها من الشركات الاحتكارية الامبريالية الغربية؛ وتوظيف مداخيل وريع تلك الثروات في خدمة سلسلة من القطاعات الاستراتجية  التنموية  مع التركيز على تعميم التعليم النوعي أفقيا ورأسيا ( محو الأمية كليا وإجبارية التعليم النظامي لمن هم في سن التمدرس )، وتعميم الصحة ومجانية خدماتها والطموح لامتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا بتكثيف البعثات الأكاديمية من شباب وشابات العراق إلى شتى الجامعات العالمية المتطورة؛ وقيام نظام البعث بالإنفاق السخي على البحث العلمي، مع فتح أبواب جامعات العراق ومعاهده العلمية أمام شباب الأقطار العربية ؛ فضلا عن ربط هذه المشاريع الاقتصادية والتنموية والتعليمية بالتاريخ الحضاري العميق والمضيء لشعب العراق ولأمته العربية المجيدة؛ وسعي النظام لإرساء قاعدة علمية تحررية قومية ، عقلانية منفتحة في ظل بنية أمنية وعسكرية وطنية قوية  حمتها وحمت علماء العراق من الاختراق الدولي، وجعل ذلك في خدمة العرب ، في المقدمة قضية فلسطين المحتلة ، والاستعداد للدفاع أن أي قطر عربي .  وقد بدأت هذه القاعدة العربية، المحررة من نفوذ الامبريالية الأمريكية، وهذا النموذج القومي الإنساني المنفتح يستقطبان انتباه الشباب العربي ويتجه بأنظاره إلى هذه البؤرة الضوئية القومية في العراق . ومنذ بدأ هذا النموذج القومي يتأكد ويترسخ، لم تأل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأطلسيون والكيان الصهيوني وإيران والرجعيات العربية أي جهد لوقف هذه التجربة القومية النموذجية الصاعدة  التي يقودها حزب عقائدي متطور تنظيميا وفكريا، هو حزب البعث العربي الاشتراكي، في مختلف أبعاد هذه التجربة الاستيراتجية والتكتيكية. وكان الرئيس الشهيد صدام حسين - بشخصيته الكارزمية الفذة  وإيمانه القومي  القوي المنفتح على التجارب الإنسانية أكبر- تحدي يواجه الامبريالية الأمريكية . فعقلانية الشهيد صدام حسين وانفتاحه العلمي وإسلامه الحضاري الإنساني الخالي من شوائب  الغلو وعقد الماضوية شكل عوائق أمام الحرب الدعائية الغربية الماحقة في هذا المجال. فلم يكن نظام البعث يشترك في العمليات الإرهابية في العالم ولم يكن يأوي مجاميع الترويع للمجتمعات الأخرى ؛ ولم يكن يتقوقع في ثقافة انعزالية عن المجتمع الإنساني ، مما حرم أمريكا ومجراتها وتوابعها من أن تجعل منه صيدا سهلا.  عندها، ما كان أمام الامبريالية الأمريكية إلا أن تنتهز حدث 11 سبتمبر المريب   للتحامل على النظام الوطني في العراق وتتهمه بذلك الحدث ثم تواصل كذبها باتهامه بامتلاك أسلحة نووية وبالعلاقة مع تنظيم القاعدة؛ وهي الاتهامات التي تهاوت واحدة بعد الأخرى.  وهكذا، يتضح أن هذا العدوان كان مبيتا ومخططا منذ أكثر من 35 سنة ؛ وأنه عدوان متفق عليه من كافة النخب الأمريكية المتصهينة ، ممثلة في مؤسساتها الإعلامية، والاستخباراتية، والعسكرية والمالية، بخلاف صراعات هذه النخب في حروب أمريكية سابقة.  ومنذ غزو العراق واحتلاله ، ما تزال الحرب مستعرة في العراق بين المقاومة الوطنية العراقية التي يقودها البعث وحلفاؤه من جهة، بقيادة  الرمز التاريخي المجاهد عزة إبراهيم الدوري، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، وأمريكا وإيران والكيان الصهيوني وعملاؤهم  ومجاميع الإرهاب الدولي ، من جهة أخرى. وعلى مر هذه السنين، يعيش شعب العراق حرب إبادة على أيدي هذا التجمع العالمي للإرهاب ، كما أن المنطقة برمتها تشتعل في حريق متواصل، لا يبدو في الأفق أي إمكان لإطفائه ما لم تنسف العملية الاحتلالية  الأمريكية – الإيرانية  برمتها، بشخوصها ومؤسساتها  وكافة إفرازاتها، واجتثاث جذورها وحرق تربتها، وما لم يعد العراق للشعب العراقي ، بسيادته الوطنية وقراره المستقل على كامل أرضه  وانتمائه القومي العربي الأصيل.

تحية  للقائد الرفيق الرمز عزة إبراهيم الدوري، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي؛

تحية لقيادات الميدان ورفاق السلاح في ساحات المنازلة وخطوط النار؛

تحية لرفاقنا مناضلي الكلمة وسلاح الفكر والإعلام؛

تحية للماجدات العراقيات والعربيات  وهن يمددن الأمة بأجيال البطولة  تترى؛

المجد والخلود لشهداء أمتنا في فلسطين والعراق والأحواز العربية.

المجد والخلود ومقام النبيين لسيد شهداء العصر، أبي عدي، الرئيس القائد صدام حسين ولأبنائه الشهداء ولرفاقه  النجباء الشهداء الذين رفعوا راية الأمة  ببسالتهم وصبرهم وإيمانهم .

موريتانيا -  ما رس / آذار 2017 .

المصدر : البعث موريتاني

تصنيف: 

دخول المستخدم