اتصال: "رؤية موريتانيا" ترى النور

إثراء للمشهد الإعلامي، صدر منذ أيام قليلة  العدد الأول من "رؤية موريتانيا" وهي مجلة ورقية ملونة.. عربية وفرنسية (Vision Mauritanie  ) من الحجم العادي (A4) وتبلغ 30 صفحة دون صفحات الغلاف الأربع. ويبدو حسب مصدر مقرب من إدارة التحرير أنها دورية تصدر كل شهرين.

   وحسب ما ورد في افتتاحيتها- " الكلمة الأولى"، تهدف "رؤية موريتانيا" إلى سد عجز كبير يعانيه البلد في مجال الاتصال؛ عجز يعيده كاتب الافتتاحية إلى "شكل من أشكال الاحتشام الموروث عن تقاليد لا تجيز لنا الحديث عن ذواتنا". مما يؤدي حسب تعليله إلى " تركنا الباب مفتوحا أمام فضاء من سوء الفهم والجهل يتاح فيه للحاقدين أن يسرحوا ويمرحوا بحرية". والعاقبة هي : "فكم من أكاذيب ومغالطات سخيفة تروجها اليوم بعض وسائل الإعلام الدولية!"، يقول الكاتب باستياء شديد.  ثم يضيف إلى الإعلام الدولي المناوئ للبلد "بعضا من المعارضين اللاهثين وراء الشهرة و ما تتيحه من سعة مادية"، على حد تعبيره.

ويخلص إلى الدور المنوط بالمجلة، قائلا: "... يُتوخى منها في المقام الأول أن تكون شهادة.. شهادة على ما أنجزناه.. شهادة على آمالنا.. شهادة على التحديات التي ما زال ينتظر منا أن نرفعها.. شهادة في نفس الوقت على ثقافتنا وتقاليدنا."

ومن حيث المضامين وخط التحرير، تتميز المجلة بتعدد المواضيع التي تناولتها مركزة على ما تحقق في البلد خلال العشرية الأخيرة تحت قياد الرئيس محمد ولد عبد العزيز مقدمة  كل ذلك في مقالات  تحت عناوين معبرة عن هذا التوجه : "الحوار كمنهج سياسي"، "رؤية متبصرة لدبلوماسيتنا"، "موريتانيا في مواجهة التحدي الإرهابي : رؤية إستراتيجية ناجحة"، " نهضة في البنى التحتية"... إلخ. كما تضمنت مواضيع ثقافية وأدبية : قصيدة "مأذنة البوح" للشاعر محمد ولد الطالب، "النشيد الوطني" الجديد، "نظرة في الأدب الموريتاني الحديث"... إلخ.

ولا شك أن هذا الخط التحريري يلبي حاجة اعلامية ماسة للدولة ويعين على إنارة الرأي العام والشركاء الخارجيين حول السياسة المتبعة في البلد ؛ غير أن له أيضا معارضيه خاصة في أوساط ما يعرف ب"المعارضة المقاطعة"، أو "المعارضة المتشددة". فهؤلاء يسحاولون أن يبينوا من خلال انتقاداتهم اللاذعة أن لديهم  رؤية  لموريتانيا مخالفة. وهذا أمر  في حاجة ماسة للبيان من خلال اقتراحات واضحة وبناءة. هل سيوفقون في تحقيقه؟ وحده المستقبل كفيل بالجواب ... 

وعلى كل حال، وأيا كانت ردود الفعل، فهذه مبادرة تستحق الثناء.. لأنها تساهم في إثراء النقاش، في توطيد ثقافة الحوار والتعددية السياسية، في انبثاق قوة اقتراحات بناءة ...

فمرحبا وهنيئا لهذا النوع من المبادرات الذي يأتي في المجال الإعلامي بجديد نتوخى منه أن يعطي دفعا إيجابيا  للحركة الفكرية.

وفي الختام فهنيئا للقائمين على مجلة "رؤية موريتانيا" التي خطت خطوتها الأولى بنجاح باهر. 

البخاري محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم