جئت من شاطئ المحيط أمتطي الريح كي أخترق قوانين التأشيرة وأختصر المسافة.. أزاحم الطائرات. ولم تكن لدي إلا أذنان اختلطت بهما أصوات الانس والجان مع فرقعات المتفجرات وأزيز الطائرات القاذفات وضجيج القنوات ...
استقبلني أبو البقاء الرندي وأنبأني الخبر:
لكل شيء اذا ما تم نقصــــان فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمـــــان
وهذه الدار لا تبقي على أحـد ولا يدوم على حال لها شــــان
أجهشت بكاء الا أن دمعتي قد جفت منذ 1948م حينما رملت النساء, وعيث في الأرض فسادا...
تماسكت قليلا.. عززت لثامي بعمامة حتى لا يعرفني المُفْرِطَ والمُفَرّطً ولكي أتجول بين الركام والجثمان..
تماسكت أكثر وبدأت أفرض الأمل في نفسي: أنادي: يأهل الكنانة.. يا بلاد الرافدين.. يأهل الشام.. يأهل سبأ وحكمة سبأ، يا بلاد الحرمين، يا قدس، يا قدس... يا كتاب يا ملوك يا أمراء يا رؤساء ياجنود... وااااا امعتصماه
هدفي تشخيص العلة التي تسببت لنا في ما نحن فيه من تشرذم حتى لا نقول إفلاسا دوليا.
هل هو أن الجار أقوى من المجرور؟ أم أن الفاعل مستتر وتقديرنا له خاطئ أو على الأقل
تقديرا منقوصا...أم إن الجميع عن الصراط ناكبون.
نسمع أن آخرين قرروا وقف إطلاق النار ليس بينهم ولكن بيننا !!
شكرا لهم: علمونا أن النار يمكن أن تنطفئ بعد أن باعوا لنا الحطب وأمرونا بإشعاله بين الأشقاء.
نستشيرهم في الصلح بيننا رغم تحذير الفتى فتى ابن سيدامين منذ أكثر من قرن⃰:
أحبتنا الأماجد إن عــــــــــــارا نزاعكم الغداة لدى النصــارى
دعوا استصغار بعضكم لبعض وأولوا الدهر حلما واصطبارا
فهذا الدهر ليس كما علمــــــتم ففيه الناس كلهم حيـــــــــارى
رفقا بنا... رفقا بنا أهل العزة والشهامة.. أبعثوا فينا الأمل من أجل اليتامى والنساء الرمل... آلامكم تجرحنا من الداخل حيث لا جلد يتجدد.
مازال عندي أمل في أن هذه العاصفة هي التي تكون متبوعة بمطر السلام لأن قادتنا ليسوا أبواء يدعمون الحشك وينتهي دورهم.. ولأننا في وضعية يكون فيها التسامح نوعا من العدل وكل منا يعي أن المنتقم إما حافر بئر لأخيه أو قبرين أحدهما لنفسه.
هبوا هبوا يا قادة الأمل من أجل نساء شعث ورمل
.امبيريكه محمد مؤمل
---------------------------------
⃰توفي الشاعر فتى ولد سيدامين عام 1346هـ
تصنيف: