ألوانُُ خلفية جميلة للدين الإسلامي يسميها أمين ولد الشواف : "الوسطية" ( ⃰ )

لوحة خلفية جميلة للدين الإسلامي يسميها أمين ولد الشواف : "الوسطية"

"إن أعظم مشكلة واجهتها أمتنا قديما وحديثا هي مشكلة البعد عن منهج الوسطية والاعتدال الذي هو منهج الله تعالى الذي ارتضاه لهذه الامة المحمدية المباركة، والذي هو المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال: تركتم على المحجة...،

وقد بدأت مشكلة الأمة مع ظاهرة الغلو منذ خروج الخوارج مستحلين سفك دماء الناس وهتك أعراضهم والطعن في إيمانهم، وغير مبالين بأقوال العلماء ولا معترفين بأحكام الأمراء،

وقد جَرَّت هذه الظاهرة ذيلها على معظم عصور الأمة فلا تكاد تجد قرنا إلا وفيه طوائف تكفيرية مغالية في دين ربها جل جلاله غير مبالية بوسطية دينها ورحمته وسهولته التي كانت ولا زالت مبدءا من مبادئه وأساسا من أسسه التي بني عليها قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة ....الآية.) وقال جل من قائل ):فبما رحمة من الله .....).

وقد عكسوا منهج السلف في مسألة التكفير حيث إن السلف كانوا يقولون إن من فعل ما يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجها ولا يحتمل الإيمان إلا من وجه واحد فإنه يحمل على ذلك الوجه الذي لا يخرجه من دائرة الإسلام، ذلك أن خطأك في إدخال أحد في الإسلام خير من خطئك في إخراجه منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما رجل: قَالَ لِأَخِيهِ: كَافِرٌ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا.

فحكموا على كثير من حكام الأمة بل وحتى بعض علمائها بالكفر، فابتعدوا بذلك عن منهج الحق الوسطي

ولا شك أننا في هذه الايام نعيش أبشع صور مظاهر ذلك البعد عن منهج الوسطية في كثير من مجالات حياتناوخصوصا منها قضية العلاقة بين الحاكم والرعية تلك القضية التي جعلها الفقهاء بابا من أبواب العقيدة تأكيدا عليها،

فلم يقدرها الكثير من الناس حق قدرها، حيث وصل بهم الأمرإلى السعي في إسقاط الحكام بأي وسيلة ومقابل أي ثمن تدفعه الأمة فكانت نتيجة ذلك ما هو مشاهد من انتهاك الأعراض واضطراب الأحوال وانتشار الفتن واستباحة الدماء (لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيم قتل) وكأن الأمة تعيش ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ»

وهذا الواقع العصيب التي تعيشه أمتنا هو ما جعلني أختار الكتابة تحت هذا العنوان: "الوسطية في الإسلام.. سِمَةُ العلاقة بين الرعية والحكام"،

محاولا نفض الغبار عن تلك النظرة الوسطية المعتدلة التي لا إفراط فيها ولا تفريط القائمة على المنهج الصحيح المستمد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ضوء فهم العدول الراسخين في العلم الذين أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم أنهم ملاذ الأمة وحماة الدين كما جاء في قوله: يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله ...إلخ)

وقد قام هذا العمل الذي نال شرف الفوز بجائزتكم المحترمة على ثلاثة فصول هي :

الفصل الأول: مفهوم الوسطية

الفصل الثاني: مفهوم الحكم:

الفصل الثالث : مظاهر الوسطية في تنظيم الحكم"

(يتواصل)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( )  ­­­­­­­­­­­­­­­­­­­العنوان مقتبس من خطاب ألقاه السيد أمين ولد الشواف بمناسبة حفل تسلمه يوم الجمعة الماضي جائزة شنقيط  للدراسات الإسلامية  تكريما لبحثه القيم المقدم تحت عنوان "الوسطية في الإسلام.. سِمَةُ العلاقة بين الرعية والحكام". وستنشر "موريتانيا المعلومة" الفقرات الرئيسية لهذا الخطاب على مراحل قد بدأتها بهذا النص.     

تصنيف: 

دخول المستخدم