تمتاز الأسواق و المناطق المجاورة لها باكتظاظها الدائم بالناس : تجار، عمال، مشترون، زوار، مارة ...الخ.
لهذا السبب فإن تنظيم أي حدث ذي طابع شعبي في محيطها سيشهد لا محالة تواجد الكثير من الناس، لدرجة تخيل للمشاهد أن الحدث هو السبب في التواجد الجماهيري. و كان هذا من أهم العوامل التي أدت إلى حضور مكثف نسبيا يوم امس في المظاهرات الاحتجاجية التي نظمها "المنتدى الوطني من أجل الديمقراطية والوحدة" والتي انطلقت من أهم الشوارع المؤدية إلى أكثر أسواق نواكشوط نشاطا وحركية تجارية. ومن هذا المنظور فإن منظمي المسيرة قد وُفِّقوا فعلا في اختيار المكان الناسب: محيط السوق يوفر اكبر فرصة لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من البشر، حيث اختلط المتظاهرون بمن يكتظ بهم السوق و محيطه، حتى وإن كان هؤلاء لا ناقة لهمم ولا جمل فيما يجري. فمشاركتهم في الحدث السياسي تمت بغير قصد منهم بسبب تواجدهم بموجب عملهم أو بموجب الصدفة في نفس المكان و في نفس الزمان. بل إن الكثيرين من بينهم تضرروا من العملية.. ومنهم من سجلت موريتانيا المعلومة استياءهم في اليوم الموالي :
محمد بائع ملابس : "يجب على الدولة تحريم التظاهرات في منطقة السوق لأنها تشل الحركة و تحول دون العمل مما يجلب لنا نحن التجار الخسارة"
مامادو بائع فواكه : لم استطع مزاولة عملي بشكل طبيعي بسبب الفوضى الكبيرة التي سببتها المسيرة في حركة المارة.. بل أصبح الهم الشاغل لبالي هو تأمين فواكهي المنشورة في الشارع من السرقة و من التلف بسبب احتمال دسها بأقدام المارة".
سيدي شاب يعمل في سوق العملات :" العمل توقف بسبب المسيرة"
ميلود مصمم أزياء تقليدية (خياط) شُل عملُه.. فانضم للمتظاهرين و استمع لخطابات قادة المسيرة : " ولد بوحبيني قدم في البداية تحليلا نقديا مفصلا جميلا، لكنه لم يقدم حلولا في النهاية... و كنت أتوقع منه أن يشرح غياب احمد ولد داداه و رفاقه، لكنه لم يذكرهم بأي كلمة، الأمر الذي خيب رجائي..".
مريم من رواد السوق : " جئت مع زوجي على متن سيارته، فتركني لاشتري بعض الإغراض على أن يعود إلي بعد ساعة في نقطة محددة يعرفها كلاناـ كما تعودنا سابقا. بعد مغادرته بأقل من نصف ساعة اخبرني عبر الهاتف بأن الطرق المؤدية للسوق ممنوعة على السيارات. فأجبته بأني سوف أدبر أمري وبأن ينتظرني في البيت. أودعت ما اشتريته لصاحب محل في السوق اعرفه، ثم انضممت للمتظاهرين ـ و كانت أول مرة في حياتي ادخل مسيرة احتجاجية و أعتقد أنها ستكون الأخيرة ـ وبقيت معهم حتى النهاية.
اصغيت باهتمام لخطاب ولد بوحبيني. وقد اعجبت به كثيرا لما قال :" ما ذا عن الحوار ؟ وأي موقف للمنتدى ؟؟"
لكنني فوجئت بخيبة أمل اصابتني فور نهاية خطابه لما لاحظت أنه لم يجب على هذا السؤال الذي كان هو من صاغه جيدا بنفسه، ومنات طرحه بنفسه على نفسه".
في الختام اختيار الشوارع المحاذية للأسواق الكبرى كميدان للتظاهرات السياسية يساهم إلى درجة كبيرة في إعطاء صورة جماهيرية و صخب شعبي للحدث. غير أن هذا الخيار له آثار سلبية على النشاط التجاري وعلى مزاولة ما يتعلق به من عمل أو نشاطات مدرة للدخل أو تلبي حاجات المواطنين. لذلك نرى أن الصواب مع المطالبين بتحريم تنظيم هذا النوع من النشاطات السياسية المزعج كثيرا في مناطق الأسواق. وعسى الدولة أن تستجيب لطلبهم.
أما فيما يعني الأبعاد والمضامين السياسية للمسيرة، فذلك مجال شد و رد واسع، لكل أحد له فيه قراءته الذاتية حسب فلسفته السياسية و ميوله لهذا الطرف أو ذاك. لذلك نترك للقارئ الحكم عليه مع موافاته بما تيسر من المعطيات، كردود فعل اهل السوق و خطابات الساسة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص خطاب ولد بوحبيني:
" أيها الشعب الموريتاني الأبي .. يا سكان انواكشوط .. ها نحن نلتقي اليوم في مسيرة الحشد والتحدي " مأساة شعب وفشل نظام " ها نحن نكسب الرهان بجمع الموريتانيين والموريتانيات على هموم الوطن وقضاياه ...
إنكم أيها المواطنون . منذ حين تعيشون أوضاعا أمنية لا تطاق ( السرقات الواسعة والاعتداءات المتكررة والنيل من الاعراض والأرواح ...) لقد انتشر الخوف في كل بيت وأحس الناس بعجز السلطة وأجهزتها الأمنية المشغولة بقمع المحتجين والمثقلة بالإهمال وعدم الاعتبار ،، ويأتي ذلك في ظل وضع اجتماعي ومعيشي صعب ، أضلاع مثلثه : الغلاء والبطالة وسوء التوزيع ؛
وهكذا يتضح أن النظام فشل في المهمتين ، فلا هو أطعم الناس من جوع ولا هو أمنهم من خوف ..
أيها الإخوة والأخوات :
لا يخفى عليكم أن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ، أراد هذه المسيرة أيضا مناسبة للتذكير بمواقفه والتأكيد عليها :
- رفضا للعبودية والتغطية عليها ؛
- نبذا لكل عنصرية ودعوة لوحدة وطنية قائمة على العدل والمواطنة ؛
- صرامة ضد كل أشكال الفساد الذي استشرى وانتشر ؛
- استنكارا لبيع المؤسسات العامة وإفساد الشركات الكبرى ؛
- تشبثا بالديمقراطية والتداول ، ورفضا للأحادية والتضييق على الحريات ؛
- إدانة لكل اعتقال سياسي وفرضا لإطلاق سراح الحقوقيين ؛
- وقوفا عند القيم وأصالة البلد واستنكارا لإغلاق المعاهد ودور القرءان الكريم ؛
- تأكيدا على موقفه الثابت الرافض للعنف والمدين لكل أشكال الإرهاب ؛
- ألما لحال العمال وتسريحهم وإخلاف الوعود لهم ؛
- رفضا لتدهور الخدمات ، خصوصا ما تعلق منها بصحة الناس وتعليم أبنائهم .
أيها الجمهور :
يستحق الطلاب منكم تحية خاصة وتضامنا مميزا وهم يواصلون نضالهم السلمي لنيل الحق في حياة جامعية كريمة .
أيها الموريتانيون :
يتساءل كثيرون : ما ذا عن الحوار ؟ وأي موقف للمنتدى ؟؟
لقد قلناها أكثر من مرة ، إننا مع الحوار لإخراج البلاد من أزمتها المتفاقمة ، وأننا نريد لبلادنا أهدأ السبل وأيسر الطرق .. ولكننا قلنا أيضا إن شرط هذا الحوار أن يكون جادا لا هزليا ، مفضيا لنتائج من شأنها أن تعالج المشكل وتفتح الباب للتداول السلمي ، لا كسبا للوقت بالمناورات المكشوفة ؛ إن حوارا من هذا النوع يقتضي أسلوبا غير الأسلوب الحالي للسلطة ، ومنطقا غير منطقها .
لقد سلمنا للسلطة عريضتنا ، رؤيتنا للحوار والتقدم في هذا المسار يبدأ جزما بإجابتهم وإرسال رؤيتهم . وغير ذلك تبديد للوقت ورهان خاسر على أمل مفقود.
أيها الإخوة والأخوات :
شكرا على الحضور .. شكرا على الحشد ، والمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة من نجاح إلى آخر ، ولتبقوا معبئين جاهزين خلال المرحلة القادمة .
وما ضاعت حقوق وراءها مطالبون .. ونعم المطالبون أنتم أيها الشعب الموريتاني الأبي .. يا سكان انواكشوط .. ها نحن نلتقي اليوم في مسيرة الحشد والتحدي " مأساة شعب وفشل نظام " ها نحن نكسب الرهان بجمع الموريتانيين والموريتانيات على هموم الوطن وقضاياه ...
إنكم أيها المواطنون . منذ حين تعيشون أوضاعا أمنية لا تطاق ( السرقات الواسعة والاعتداءات المتكررة والنيل من الاعراض والأرواح ...) لقد انتشر الخوف في كل بيت وأحس الناس بعجز السلطة وأجهزتها الأمنية المشغولة بقمع المحتجين والمثقلة بالإهمال وعدم الاعتبار ،، ويأتي ذلك في ظل وضع اجتماعي ومعيشي صعب ، أضلاع مثلثه : الغلاء والبطالة وسوء التوزيع ؛
وهكذا يتضح أن النظام فشل في المهمتين ، فلا هو أطعم الناس من جوع ولا هو أمنهم من خوف ..
أيها الإخوة والأخوات :
لا يخفى عليكم أن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ، أراد هذه المسيرة أيضا مناسبة للتذكير بمواقفه والتأكيد عليها :
- رفضا للعبودية والتغطية عليها ؛
- نبذا لكل عنصرية ودعوة لوحدة وطنية قائمة على العدل والمواطنة ؛
- صرامة ضد كل أشكال الفساد الذي استشرى وانتشر ؛
- استنكارا لبيع المؤسسات العامة وإفساد الشركات الكبرى ؛
- تشبثا بالديمقراطية والتداول ، ورفضا للأحادية والتضييق على الحريات ؛
- إدانة لكل اعتقال سياسي وفرضا لإطلاق سراح الحقوقيين ؛
- وقوفا عند القيم وأصالة البلد واستنكارا لإغلاق المعاهد ودور القرءان الكريم ؛
- تأكيدا على موقفه الثابت الرافض للعنف والمدين لكل أشكال الإرهاب ؛
- ألما لحال العمال وتسريحهم وإخلاف الوعود لهم ؛
- رفضا لتدهور الخدمات ، خصوصا ما تعلق منها بصحة الناس وتعليم أبنائهم .
أيها الجمهور :
يستحق الطلاب منكم تحية خاصة وتضامنا مميزا وهم يواصلون نضالهم السلمي لنيل الحق في حياة جامعية كريمة .
أيها الموريتانيون :
يتساءل كثيرون : ما ذا عن الحوار ؟ وأي موقف للمنتدى ؟؟
لقد قلناها أكثر من مرة ، إننا مع الحوار لإخراج البلاد من أزمتها المتفاقمة ، وأننا نريد لبلادنا أهدأ السبل وأيسر الطرق .. ولكننا قلنا أيضا إن شرط هذا الحوار أن يكون جادا لا هزليا ، مفضيا لنتائج من شأنها أن تعالج المشكل وتفتح الباب للتداول السلمي ، لا كسبا للوقت بالمناورات المكشوفة ؛ إن حوارا من هذا النوع يقتضي أسلوبا غير الأسلوب الحالي للسلطة ، ومنطقا غير منطقها .
لقد سلمنا للسلطة عريضتنا ، رؤيتنا للحوار والتقدم في هذا المسار يبدأ جزما بإجابتهم وإرسال رؤيتهم . وغير ذلك تبديد للوقت ورهان خاسر على أمل مفقود.
أيها الإخوة والأخوات :
شكرا على الحضور .. شكرا على الحشد ، والمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة من نجاح إلى آخر ، ولتبقوا معبئين جاهزين خلال المرحلة القادمة .
وما ضاعت حقوق وراءها مطالبون .. ونعم المطالبون أنتم"
تصنيف: