جدل المأمورية الثالثة: الرئيس الفرنسي يصب الزيت على النار في غرب افريقيا!

لقد تجاوزت موريتانيا إشكالية المأمورية الثالثة وخرجت منها شامخة الرأس. ورغم الخلافات السياسية التي شبت وتفاقمت بعد ذلك بشكل غير متوقع  داخل الاغلبية وتداعياتها المختلفة، فإن التداول على السلطة بين الرئيسين، الحالي والسابق، كان نموذجيا.

إلا أن بلدانا وقادة آخرين لم يحالفهم نفس الحظ. وطبعا  الزعماء الأفارقة هم أول من تتبادر بعض اسمائهم إلى الذهن. غير أن الأمر لا يقتصر على "القارة السمراء" وحدها. فالجدل حول الموضوع قد طال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بشكل غريب ومحير. إذ يتم الآن على نطاق واسع تداول ونقاش تغريدتين صادرتين عنه:

في الأولي ينوه بعدم ترشح الرئيس الإيفواري لمامورية ثالثة، بينما يدعم في التغريدة الثانية قرار هذا الأخير القاضي بترشحه لمأمورية ثالثة. وقد بحثنا لنتأكد من أن هذا ليس خبرا  كاذبا (fake news)، فتبين أن ذلك يبدو مستبعدا.

بين التغريدتين شهدت كوت ديفوار تغييرات أثرت بشكل كبير فيما يبدو على قرار الرئيس الحسن واتارا وعلى رأي ماكرون أيضا. هل تلك التغييرات كافية لتبرير تحولات جذرية لهذا الحد في المواقف السياسية والمبدئية؟

ويزيد من خطورة السؤال أن ترشح واتارا لمامورية ثالثة قد تكون له عواقب وخيمة على عدم الاستقرار والأوضاع الهشة في كوت ديفوار. وبهذا يكون الرئيس الفرنسي قد ادلى بدلوه بشكل غريب ليزيد الطينة بلة. وكأنه يصب الزيت على النار في كوت ديفوار وفي غرب افريقيا !

ونلاحظ أن تدخله الاستفزازي والخطير في مسار الانتخابات الافريقية يلقى آذانا صاغية في غينيا وفي اتشاد، ويحتمل ان يمد بأسه طرفه إلى  دول افريقية أخرى.. وقانا الله شره.

تصنيف: 

دخول المستخدم